اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

احداث °الرابوني°’ عندما يصبح التمرد حَلا‎


عمار الصالح
عمار الصالح     حَلا : اسم علم مؤنث عربي ، وهو اسم محوَّل عن الفعل حَلا ، أي صار حلواً ، طابَ مذاقه . وحلا كذلك مصدر حَلُوَ ، إذا صار حلواً . وحلا : صار حلالاً .
التمرد هو عدم الرضا بالواقع و الرغبة في تغييره الى ما هو احسن في نظر المتمرد وعادتا ما تكون هذه المواصفات رديفة لسن المراهقة وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان لأنه ينتقل من الطفولة الى الشباب ومن الا مسؤولية الى المسؤولية هي فترة حاسمة لقيادة مساره الحياتي وتتطلب الحيطة والمراقبة من طرف الابوين              فكان لزاما علينا طرح السؤال القياسي هل الوعي السياسي الصحراوي يمر بفترة التمرد الذي يصاحب المراهقة ؟
ان ما شهده الشهيد الحافظ ’الرابوني’ من احداث على خلفية منع مرور المركبات الى الجهة الموريتانية من الحدود يطرح العديد من الاسالة هل فقد المواطن الصحراوي الثقة في  القيادة فبدلا من طرح المشكل على طاولة المعنيين لجئ  لأسلوب الاحتجاج او بالأحرى للتمرد فعندما يقوم المحتجون بغلق المدخل الرئيسي ’للرابوني ’ في وجه القيادة والوفود الاجنبية القادمة مما فرض على عمال ولاية ’الرابوني’ فتح ثغرة بالقرب من نقطة المراقبة الذي اغلق من طرف المحتجين من اجل الولوج الى ’الرابوني’  لهو تمرد ليست له سابقة  ,فاختلف الجسم الصحراوي هل هذا العمل يخدم او يعيق سير القضية الوطنية فالطائفة الاولى تقول انه بشرى خير لان المواطن اصبح يفرق بين القيادة وسلوكياتها وان الاحتجاج على هذه السلوكيات السيئة ليس خيانة للقضية بل بالعكس يخدمها, والطائفة الثانية تقول بان هذا الموقف ما هو الى اضعاف لصورة الدولة القائمة ’جعصد’ وللأجهزة الامنية وانها اصبحت غير قادرة على حتى السيطرة على اهم مكان تتواجد فيه اهم السلطات الوطنية.
لاكن المتمعن يتضح له ان الفئتان على حق ويتجهون في مسار واحد وهو ان لولا ضعف التسيير وعدم  تحمل القيادة لحملها وتقاعسها عن تحمل المسؤولية كل في مكانه هو السبب الرئيسي لكل ما يحدث  .
لاكن كان حريا بنا ان نعرف قيمة هذا التحول الديمقراطي الراقي الذي يخدم القضية بالصفة الاساسية ,و املنا هو ان تدار هذه المرحلة الحرجة بالكثير من الحيطة والمسؤولية فالمجتمع الصحراوي الديمقراطي لا يزال في مرحلة النشا وهي اصعب المراحل , فكما يجب على الوالدين ملاحظة ابنهم في سن النشا والمراهقة , فيجب علينا نحن ايضا الا نترك الامور تخرج عن سيطرتنا ونواصل المقاومة الداخلية وهي تقويم ما فسد والخارجية المتربصة بنا تبحث عن  ثغرات تتخلل من خلالها لتخريب جهاز المناعة الوطني وهو الوحدة الوطنية .
مما لاشك فيه ان احداث ’الرابوني’ الاخيرة ماهي الى بداية الحبل فهناك مشاكل يحملها المواطن اكبر من قضية رخصة المرور فالشارع اذا ثار صعب تقويمه وتوجيهه .