اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

الفساد يفوح والمجلس يلغي دوره.


بقلم:اسلامه الناجم19
صادم الى ابعد الحدود ما كشفه النائب محمد ابراهيم اجماني في مقابلته مع موقع “الضمير” الإلكتروني وهي صدمة مضاعفة، الاولى من الحكومة والفساد الذي بلغ درجة من “متن العين” لم يعد معها  يخشى رادعا او وازعا. كنا نسمع عن الفساد ونرى اثره على القوم رأي العين، لكن لم نكن نتصور- لفرط سذاجتنا- انه على هذا النحو، تصوروا -عفاكم الله- اختفاء او سرقة بالمعنى الادق 31 شاحنة صهريج بكل هذه البساطة فلا يتسائل رئيس الدولة ولا رئيس الحكومة  ولا لجنة الرقابة التابعة للامانة الوطنية، هل لان الكل يقتسم “السعاية” وحقوقه محفوظة؟.
اما الصدمة الثانية فتأتي من “الكدية”  فالمجلس الوطني وعوض ان يمارس رقابته ويحمي مؤسسات الشعب ومقدراتها، يسجل في التاريخ انه البرلمان الذي يتستر على الفساد ويحميه ويشجعه من خلال رفض التحقيق في ادعاء النواب الستة؟ ما الضير  في التحقيق؟ وما الذي يخيف منه او فيه؟ هل يخشى البعض ان اثبات التهمة ستجعل الوزير المعني يهدّ المعبد على من فيه؟ ويكشف المستور الذي دون شك سيبدو اختفاء 31 صهريجا الى جانبه  عمل هواة .
لماذا كلما تجرأ شخص على فضح الفساد او انتقد سوء التسيير في ادارات الدولة، يكون الرد عليه من قبيل المثلث اللعين (خدمة العدو، اصطفاف قبلي، خلاف شخصي)؟ الا يوجد في هذا الشعب مواطن رشيد ،دافعه الوطنية والواجب وفقط؟. لا اعتقد ان للنواب 31 عذرا في رفض التحقيق، وما فعلوه ليس من المصلحة الوطنية في شيء كما قد يصوغون،هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين،  بل هو ضدها يقينا، فهو  تشجيع للفساد ودعما له، من خلال استغلال مؤسسة بحجم المجلس الوطني للتستر عليه وتمريره، والطامة الكبرى، ان النائب عندما طالب بالاطلاع على وثائق التسليم للمقارنة والتدقيق، سلمته ادارة المجلس وثائق مزوّرة خالية من اي تاريخ او توقيع ، هل يعني هذا مشاركة من الهيئة في التزوير أ الى هذا الحد بلغ الاستخفاف بالمؤسسات وبالمواطن ؟
ان اختفاء 31 صهريجا ومن وزارة واحدة وفي فترة وجيزة ليست الا راس جبل الفساد في حين ان الجزء الغاطس منه لو قدر لنا الاطلاع عليه، لذهلت كل مرضعة عما ارضعت، و لوضعت كل ذات حمل حملها، خاصة ان كانت ابنة شهيد او مقاتل يغيب عنها اشهرا يرصد العدو ، دون ان يدري انه تسلل من خلفه، اليس الفساد والمفسدين عدو وأعوان العدو؟
لقد يأسنا ومنذ امد من الحكومة، فرجاء – ايها النواب- لا تجعلونا نيأس كذلك من المجلس، ومن امكانية التغيير عن طريق المؤسسات،فهي الاسلم والأضمن للبناء وللتحرير أيضا، و إلا فان الطوفان قادم، وليس في الامر تهديد بقدر ما هو تحذير، من  نتيجة حتمية بدأت ارهاصاتها تلوح  بين الحين والآخر لواقع  متدهور ، لا يفيد في اخفائه او تأجيله كلام الرئيس امام ما يسمى ندوة الخارجية السنوية والذي قال بعبارة واضحة “ان وضعنا الداخلي جيّد” وهي تصدق فقط ان كان يقصد بها المجتمعين أمامه وليس الشعب الذي لم يجد ابناءه من فرصة لتحسين احوال عائلاتهم غير تهريب المازوت المفضي الى الموت  .
 كتبت في المرة السابقة ان الامانة الغت المجلس حين عقدت اجتماعها الذي يقيم السنة الفارطة ويرسم توجهات  المقبلة دون ان تنتظر اختتام عمله وتقييمه للحكومة وأدائها، غير اننا بتنا الان نعرف السبب، فقد الغى المجلس الوطني نفسه ودوره  .
مسكينة هي وزارة الثقافة فقد أضاعت الجهد كل هذه السنوات في مهرجانات مستنسخة و(منسوخة في إرهاق الخزينة العامة المرهقة تحت عناوين كثيرة )  وهي لو التفتت الى مسرحية البرلمان والحكومة وعممتها على مسارح (منصات) ولايات الدولة ومؤسساتها لحققت فائدة ثقافية وترفيهية كبيرة وسط قحط الثقافة وثقافة القحط.
الفقرة الاخيرة من مقال كتبته 25/01/2011 فهل تغير شيء ؟