اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

أنا حقوقي ... أين حقوقي

أنا حقوقي ... أين حقوقي
أنا حقوقي ... أين حقوقي
بقلم محمد سالم عبد الله
"من العبث أن تزور المخيمات لمدة يومين و أنت ترتدي "دراعة" و تضع على عنقك "راية" و تتنقل من وليمة إلى آخرى وتحضر ندوات من إخراج القيادة و تعود في طائرتك التي لم تدفع ثمن تذكرتها من جيبك و تكتب أن المعارضة للقيادة لا تجوز لأنهم لم يخونو الامانة بعد ...! هل تنتظر إلى أن يتم ذلك حتى توجه سهام نقدك للقيادة ؟" هذه الفقرة سبق و أن وردت في موضوع سابق ، وقد لاحظة أن بعض الجمهور تفاعل معها سوى بسلب أو بالأجاب ، فكان ولا بدا أن نقف معاً لنناقش هذه الفئة التي تناولتها الفقرة.

ورد في إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة سنة 1998 تعريف المدافعين بأنّهم الذّين يعملون منفردين أو بالاشتراك مع آخرين من أجل حماية حقوق الإنسان أو تعزيزها. ويسعى هؤلاء إلى توثيق المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان ونشرها محليّا وإقليميّا ودوليّا كما يسعون إلى دعم ضحايا هذه الانتهاكات وتقديم المسؤولين للمساءلة عن التّجاوزات وتطوير الحكم الرّشيد ودعم التّحوّل الدّيمقراطيّ ، ويعمل المدافعون عن حقوق الإنسان على تطوير ثقافة حقوق الإنسان باعتماد لغة نقديّة تفكّك أسس الخطابات الشموليّة وتطوّر قدرة الإنسان على فهم واقعه المتعدّد الأبعاد وبلورة مبادئ حقوق الأنسان على أرض الواقع.

و أكد الأعلان أن من يحق له أن يمتلك هذه الصفة "مدافع عن حقوق الأنسان" هو كل من سخر فكره وجهده لذلك و تنصل عن بريق الشّهرة وأضواؤها و تمسك بأخلاقياتها ، كما أنها ليست حكراً على فئة معينة بل هي مسؤوليّة الجميع سواء كانوا أفرادا أم جماعات، وسواء كانوا منتمين إلى مؤسّسات رسميّة أو غير رسميّة. وهؤلاء المدافعون يمكن أن يكونوا مثقّفين أو إعلاميّين أو مبدعين أو أفرادا مجهولين يجعلونا من ضمائرهم طريق لتوطيد تلك المبادئ النبيلة.

و عليه و بعد أن أعدت التفكير جيداً قررت أن ارتدي هذه العبائة المشرفة و صممت على أن أصبح "حقوقي" لما تحمله هذه "المهنة" من القيم و الأخلاق النبيلة و المكاسب الوجدانية ، كونها صفة رائعة سوف تجعلني أتصالح مع ذاتي و أنا انبري لدفاع عن المقموعين و المظلومين و الفقراء و الأقليات ..إلخ ، و من جهة آخرى و كوني مواطن صحراوي سوف يمهد الطريق أمامي لتحقيق الكثير .. خصوصاً حلم الطفولة ذلك ، نعم فأنا منذ طفولتي راودني الكثير من الأحلام كباقي الأطفال ، على الأقل هو حق إلاهي لا يمكن لأحد أن يسلبك إياه ، أما "انا" فحلمني كان صبياني حقاً فهو لم يتجاوز سوى أن أسافر إلى الكثير من بلدان العالم لأنني أعشق لندن و ضبابُها و باريس و أضوائها و مدريد و شوارعها و برلين و تاريخها و إفريقيا و حضارتها ... نعم أحب اسفر و الأقامة في فنادق فخمة و أن أحصل على أظرف مغلقة بها مبالغ مالية معتبرة هذا هو ببساطة الحلم الذي لا زال يراودني و لم أستطع تحقيقه .
اليوم لا يمكنني أن أحقق ذلك سوى من خلال الأنخراط في صفوف هذه الفئة "البرقوقيين" و أن اصبح بين ليلة و ضحاها "مدافع عن حقوق الأنسان" هم فقط من نراهم يتجولون بين أقطاب المعمورة و "يتاجرون" عفواً.. يسافرون بأسم الإنسانية و حقوق الأنسان الصحراوي ، و نراهم يتبجحون بذلك من خلال إطلالاتهم الفيسبوكية .

من الملاحظ أن هذه المجموعة قد أصبحت حجر عثر في طريق القضية و المسار الثوري لأنهم تحولوا من مجابهة العدو الأول إلى تدبير المكائد لبعضهم البعض و تشويه المناضلين الشرفاء و الكذب و الطعن في شرف الصحراويين لذلك فهم خطر أكثر من كونهم إضافة للجماهير الصحراوية ، ناهيك عن تركم جانب الدفاع عن حقوق الأنسان و أتفرق لدفاع عن القيادة و أزلامها .
ببساطة هم قلة بلا ضمير و لا حياء تبحث عن مآرب شخصية و منفعة خاصة حتى ولو كان الأمر لن يتحقق سوى على حساب المبادء و القيم و الأخلاق و الشعب ...

لكن و كونهم يحظون بكل تلك الأمتيازات ، من تذاكر سفر و مبالغ مالية لا يهم سوف أتقدم بطلب رسمي لمديرية إعداد الحقوقية بفرعيها "كناريا و رابوني" لأحصل على شهادة حقوقي بلا ضمير ، و حينها لن يقف بين و بين تحقيق حلمي ذلك سوى خطوة واحدة و هي أن أرمي بنفسي إلى أحد شوارع حي معطلا الصامد لألتقط صور و أنا احمل العلم الوطني لأرفقهم بملف الطلب.
و في إنتظار الأجابة على طلبي سوف ابقى اطالب بكافة حقوقي بأعتباري ناشط حقوقي 
و تحية إلى كافة المناضلين الشرفاء
مشروع حقوقي