اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

إلى أين تبحر سفينة المفاوضات يا ترى ؟


عرض الصورة في الرسالة
بعد 38 سنة من إدارة الأزمة في الصحراء الغربية تبدو الأمم المتحدة تائهة تماما في مقاربتها  للملف وإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده حول الأقاليم المتنازع عليها من الصحراء الغربية والتي لم تثبت الرباط  ولا  آلتها الدبلوماسية المدعومة من الفيتو الفرنسي وجماعات الضغط الأمريكية على مغربيتها حتى الآن وفي ظل الجهود المتعثرة المبذولة من الأمم المتحدة لإيجاد حل نهائي للنزاع يبرز بوضوح سوء إدارة الأزمة وحتى في طريقة التفاوض التي تميزت بالجمود والتصلب وعدم التقارب في وجهات النظر خصوصا في معضلة تحديد هوية الأشخاص المعنيين بالاستفتاء.
في حين لا يزال الشعب الصحراوي يكافح من اجل أن ينصفه المجتمع الدولي في مطلبه المشروع وهو تقرير مصيره 38 سنة طويلة تجر خلفها مأساة وذكريات مؤلمة تقاسم الصحراويون مرارتها في السجون وفي انتفاضات متكررة  , ومن خلال ذلك عملت المملكة المغربية منذ دخولها الإقليم على شراء الذمم, واستهداف الشيوخ ,والأعيان لترسيخ أجودها وإضفاء طابع الشرعية على الإقليم, كيف يتحدث المغرب عن مغربية الصحراء وفي نفس الوقت يجلس امميا  على طاولة المفاوضات  مع جبهة لبوليساريو  لتقرير المصير؟ في حين دأبت المملكة المغربية على اختزال النزاع في مصطلحات غريبة لا علاقة لها  بقاموس السياسة مثل   "النزاع المفتعل في الصحراء " من افتعل النزاع يا ترى ؟ الجزائر تملك الوصفة السحرية للحل ؟ لماذا لا يتم من البداية الإصرار على مفاوضة الجزائر بدل لبوليساريو؟  وهي التي أعلنت من البداية منذ بومدين إلا أطماع لها في الصحراء الغربية في حين  المغرب جعل الحكم الذاتي قاعدة للتفاوض مع جبهة لبوليساريو  مفارقات كبيرة شابت مقاربة الحل من طرف المملكة المغربية يجهلها المجتمع الدولي والمغاربة أنفسهم  ولا نكاد نجد لها تفسير قانوني أو تاريخي مقنع  لذلك وجب على المجتمع الدولي النظر في إستراتيجية جديدة وهي "حل المشكل" والتي تعتمد في مجملها على التوفيق بين الأهداف والطموحات المعقولة  القابلة للتطبيق وعدم تعظيم المطالب  وقابلية التنازل من الأطراف المعنية بالنزاع  وعموما فان سفينة المفاوضات لن تصل لبر الأمان مع المبعوث الاممي الحالي كريستوف  الروس المعروف بخبرته الدبلوماسية  ودهائه السياسي ما لم يكن هناك مرونة في المواقف بين اطارف النزاع وعدم تقديم شروط مسبقة, وبالتالي فان سيناريو الحل غير ممكن في الوقت الحالي , ما دامت القوى الكبرى واقصد بذلك الفيتو الفرنسي, واللوبي الصهيوني,  وجماعات الضغط الأمريكية, تعمل على تغذية هذا الصراع لصالح المملكة المغربية, و موقفها الرامي لأضاعت الوقت وهذه المواقف هي التي تجعل المغرب في موقع قوة دائما في التفاوض وبالتالي إبطال مفعول تطبيق الاستفتاء وجعله اقتراحا تجاوزه الزمن وفي نهاية المطاف السفينة لا تتحرك صوب الهدف إراديا وإنما تحركها بوصلة المصالح ولعبة الشطرنج الكبرى والباقي للأقوى.


بقلم أ. سعيد محمود ولد بناصر