اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

شكرا فقد إستفاق قلمي …

بقلم: أبا محمد السالك.1661149_673568826015838_1759672943_n
كان قلمي الى اليوم يخلد الى النوم في سبات عميق غير مبال بما يجري من أحداث كان من الممكن أن تكون سببا في ايقاظه, تماما مثلما ايقظت اقلاما اخرى. فجأة ودون سابق إنذار قلمي جافاه النوم ووجدت نفسي جالسا امام لوحة المفاتيح ابحث عن مواضع الحروف في لوحة غربت حروفها ولم تُترك فيها معالم تدلل على إمكانية مداعبتها من طرف غير الناطقين باللغة اللاتينية , حروف لغتنا مستترة خلف حروف من أبدعوا في صنع هذا الجهاز وتركوا لنا حرية الاستخدام مع تكبد عناء البحث عن ذواتنا خلف إبداعهم .
والواقع أني كنت دائما ارى في حروف هذه اللوحة حروفا الية باهتة قد لا تترجم ما يجول في الخاطر وكنت أحن حينها الى مداعبة القلم على وجه الورق الذي كلما رأيت دموع الحبر تلطخه كلما إزددت إصرارا على الابداع . مشكلة مثل هذه كنت قد شكوتها الى أستاذي وصديقي ” اسلامة الناجم ” ذات يوم ونحن نتحاور في الموضوع , اذكر انه كان له رأيا مخالفا فهو يجد سهولة كبيرة في مداعبة حروف هذه اللوحة خاصة انها قلصت الكثير من المشاق كما قال,رأيه هذا أقنعني لكن قلمي ظل راكنا الى الراحة,متمردا, يرفض مواكبة الاحداث الى أن جاء اليوم (الثامن من مارس ) .
تحتفل نساء العالم في هذا اليوم بعيدهن العالمي , يرفعن شعار المساواة والديمقراطية وحقوق المرأة السياسية والاقتصادية … يطالبن بهذه الحقوق ويغفلن على ان منهن نساء مازلن يبحثن فقط عن حق الحياة .. حتى النساء تموت ضمائرهن في بعض الاحيان … في الامس فقط كانت أم فاضلة تحكي لي معاناتها بسبب الاحتلال المغربي وكيف ترملت وهي في عز شبابها .
كيف عاشت الحرمان في اللجوء قبل أن تضطرها الاوضاع الى الهجرة لتجد نفسها ضائعة تتقاذفها أمواج التيه تحمل وثيقة ” بلا وطن ” , المرأة ذاتها رأيتها اليوم تتوسط نساء اوروبيات وهي تحمل بين ايديها علم الوطن,وبينما تصدح حناجر باقي النساء مطالبة بحقوقهن السياسية والاقتصادية , تتمسك هي بالعلم الوطني في رسالة يفهمها الجميع عنوانها أريد ” الحياة فقط ” …
هذا المشهد هو ما أستفزني ودعاني الى إيقاظ ما هو كامن بداخلي من مشاعر الاعتزاز بالمرأة الصحراوية علني اترجم تلك المشاعر الى حروف تنبض بالحياة وتذكر نساءنا العظيمات بأنهن عنوان فخر وأعتزاز لنا جميعا ايتها السيدات في كل العالم إن كنتن تحتفلن بهذا اليوم على انه يومنكن العالمي فالمرأة الصحراوية تحتفل به أيضا مع فارق إدواجية الذكرى فالصحراويات يحتفلن بهذا اليوم ايضا على انه يوم سقوط أول شهيد في ثورتهم المظفرة, يتذكرن كيف ذرفن الدمع وكيف صدحت حناجرنا بالزغاريد في ثنائية لا يجدنها الا الصحراويات …
يا سيدات العالم إن كانت شمس هذا اليوم قد دعتنكن الى الخروج للتنزه بعد شهور تلبدت فيها السماء بالغيوم , فشمس المخيمات اين تعيش الاف النساء الصحراويات حارقة تلفح الوجوه ولو كانت درجاتها أقل فليس في الامر فرق مادامت سماءهن ملبدة بالمعانات , بالغربة وبالحرمان … يا سيدات العالم دعوني أقول انه ورغم المعانات والحرمان فقد قدمت المرأة الصحراوية نفسها على انها المثل الذي يحتذى به فكانت الام , المناضلة , المسيرة والمسؤولة وأمت بين كل هذه الادوار بفضل إصرارها الكبير وإرادتها الفذة …
عندما أردت ان اصوغ أمثلة وأذكر أسماء نساء صحراويات وجدت نفسي عاجزا عن ذلك فكل نسائنا عظيمات على إختلاف أعمارهن سواءا في اللجوء, في المناطق المحتلة او في الغربة والشتات , لكني وبعد إذنكن جميعا سأتحدث عن إمراة عظيمة تربعت على عرش النساء جميعا بفضل نضالها وإرادتها التي لا تقهر, اسمها امينة فكانت امينة على قضيتها ووطنها للكل نصيب من إسمه ام هي فقد حازت الشرف مع الامان … إختارتها إذاعة سوا من بين عشر نساء ملهمات للعرب , إحتلت المرتبة الثانية في الاستفتاء فأحتلت مزيدا من المراتب المتقدمة في قلوبنا …
جن جنون المغاربة للخطوة التي قامت بها الاذاعة الامريكية خاصة أنها وضعت امينتو حيدار منافسة للاميرة “لالة سلمة ” التي تغنى المغاربة بأمجادها وجهودها في ما قالوا أنه (مكافحة السرطان) وتناسوا أن امينتو حيدار تناضل من أجل إستئصال أخطر أنواع السرطان سرطان الاحتلال المغربي للصحراء الغربية, الاجدى بالمدعوة “لالتهم” أن تفكنا هي وملكها منهم فهم السرطان بعينه , لا بل إن “الاميرة ” لو بحثت في أسباب السرطان الذي يصيب المغاربة لوجدت أنه نتيجة الفقر والحرمان نتيجة سياسات الملك وبطانيته الفاسدة …
أمينتو أنت لا تحتاجين الى استفتاء فأنت ملهمة كل النساء والرجال أنت صحراوية تأبى أن تستسلم تماما مثل ما يأبى الشعب الصحراوي أن يستسلم أو ييئس من تحقيق النصر … مثيلات أمينتو كثيرات وفي كل يوم ترى فيه صبية صحراوية النور يتجدد الامل في تحقيق حلمنا في الحرية والاستقلال … عذرا سيداتي هذا ما جاد به قلمي على عجل فقد كان في إستراحة لكن أعيدكن بأنها ستكون إستراحة محارب وسأعود الى إمتطاء صهوة الكتابة عن قريب