اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

و لما نفاوض؟

بقلم: احمد السالك.OLYMPUS DIGITAL CAMERA
لاشك إن التفاوض أو المفاوضات كمفهوم لغوي وسياسي يعني محاولة المقاربة بين وجهتي نظر لطرفي نزاع، ما يستلزم حتما البحث عن حل وسط يرضي الطرفين بتحقيق مطالب كل طرف إلى حد ما وهو ما يعني التنازل عن المطلب الكلي لكل طرف.
ولكن هذه العملية لا تتم إلا بين طرفي نزاع قدم كل منهما حجة دامغة تدعم ادعائه الأحقية أو لم تثبت أحقية لأي منهما و لم يظهر طرف ثالث يطالب بحقوق في ما هو متنازع عليه.
كما تقتضي الضرورة حتما إن يمتلك كل طرف ورقة ضغط تدفع الخصم للبحث عن حل للقضية محل النزاع واقتراح مشاريع يراها قواعد حقيقية ومقنعة للتفاوض.
وبالعودة إلى قرارات الأمم المتحدة وأحكام محكمة العدل الدولية فليس هناك أي حق تاريخي من أي نوع يخول للمملكة المغربية المطالبة بالسيادة على الصحراء الغربية، بل هي قضية تصفية استعمار للشعب الصحراوي وحده الحق بتقرير مصيره فيها وهو المطلب الرئيسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وهذا المبدأ (تقرير المصير) الذي ناد به الرئيس الاميركي الاسبق “ويلسون” بعد الحرب العالمية الاولى, و لولا واقعيته كحل أوحد لفض مثل هكذا قضايا ونزاعات  لما أبدت هذه الدول الامبريالية احترامها له ودعمها هيئة الأمم المتحدة في مساعيها لتمكين الشعوب المستعمرة من ممارسة هذا الحق.
وبينما تستسلم اكبر وأقوى الدول الاستعمارية لإرادة الشعوب والشرعية الدولية، يأتي الملك المغربي العاجز عن استرجاع سبته ومليلية ليضرب بكل الأعراف والشرائع الدولية عرض الحائط مقترحا ما اسماه حكم ذاتي موسع بالصحراء، حيث ينعدم حقه وسلطانه، متناسيا أن اسبانيا ـ التي اكد إلى جانب الجزائر وموريتانيا  في مؤتمر دول عدم الانحياز سنة1973  بالجزائر، ضرورن مطالبتها بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره ـ قد عرضته على الصحراويين فرفضوه، فهل هذا نتيجة غباء النظام المغربي أم استغبائه الصحراويين و المجتمع الدولي، و على أي أساس يفاوض ويقترح الحلول ما لم يثبت لدى محكمة العدل الدولية أي حق له في السيادة على الصحراءالغربية.
ثم على أي أساس نفاوض نحن الصحراويين وقد علمتنا الحياة خلال أكثر من اربع عقود أن حقنا هو ما صدحت بيه فوهات البنادق لا ما ننتظره من جهود هيئة عاجزة عن فرض وتنفيذ قراراتها، التي تتخذ اعتبارا لما لسنا ندري، دون ورقة ضغط تحرج النظام المغربي للبحث عن حل واقعي للازمة.
دعونا هنا نحاول النظر إلى القضية بعين المحايد من موقع يسمح لنا برؤية أنفسنا ورؤية العدو كل من موقعه وما لديه من أفضلية لدعم موقفه في هذه العملية وحسم النزاع لصالحه، المغاربة المستوطنين بالأرض المحتلة حيث يتلقى أبنائهم تعليمهم، يعالجون مرضاهم، آمنين في بيوتهم بل يعيشون حالة جد ممتازة من الرخاء و الرفاهية، ونحن بشقينا من يعاني وطأة المستعمر وجبروته يوميا بالأرض المحتلة ومن يعاني التغرب وظروف اللجوء وويلاته، فمن منا تدفعه ظروفه للتنازل لإيجاد حل يخرجه من واقعه المرفوض، المغرب الذي يستنزف الثروات وينهب ويسلب حقوق العمال، المغرب الذي يصادر الحقوق المدنية والاجتماعية للصحراويين وحتى حقهم في الحياة، أم نحن الذين نقتات على المساعدات.
ومن هنا علينا أن نرتب أولوياتنا ونعيد الحسابات، ما الذي أحرز بيه الصحراويون مكانتهم الإقليمية والدولية ؟ ثم التمسك به، لأن (المهاتما غاندي) عندما كتب عن “الساتيا غراها” أو اللا عنف لم يفعل ذلك من مخيمات لجوء تصل درجة الحرارة بهم 45 درجة مأوية تحت الظل.