اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

وظلم ذوي القربى

بقلم: الرحموني الغيث امبيريك.01
وآنا أقرأ بعض الصحف استوقفني لقاء صحفي أجرته صحيفة الأخبار اللبنانية مع الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، سئل عن موقف الجمهورية الصحراوية .. في حالة ما إذا طلب منها الانضمام للجامعة, العربية فأجاب بدون تردد..سنكون في أتم الاستعداد للانضمام لها، مما جعلني أعيد شريط معانات الشعب الصحراوي من مواقف الأنظمة العربية الخاذلة والمشينة تجاه شعب عربي مسلم لا يريد غير الحق الذي  تكفله له كل المواثيق الدولية .
المعروف في الدراسات التاريخية والحضارية ان الشعوب تمر بإنقطاعات  حضارية متكررة بعضها حاد بفصل الحاضر عن الماضي بأسوار صينية متينة وبعضها حاسم يخفي انهداما عميقا بين ما جرى وما يجري.. ومن المعروف أيضا ان الأبيض يشع أكثر بياضا ، إذا وضعته بجانب الأسود ،والطيب يفوح طيبة أكثر،إذا ما قاربته من الخبيث. أسئلة كثيرة تواجه من يحاول البحث عن تفسير علاقة العرب بالقضية الصحراوية، فتندر الإجابات أو لا توجد بالمرة، ربما يكون المغرب قد أعطى صورة معاكسة لما هو حقيقي، أم ان للبلدان العربية تحفظا على ما تطالب به جبهة البوليساريو ، ان تزييف الحقائق والتضليل، سياسة انتهجها النظام الدكتاتوري في المغرب وحلفائه وبعض قوى الاستبداد العربية  .
لقد تبنت الجامعة العربية القضية الصحراوية في قرارها 3016 بتاريخ 7 ابريل 1973 بينما تبنتها منظمة الوحدة الإفريقية في مؤتمر أديس بابا المنعقد ما بين 31 أكتوبر و4 نوفمبر1966 ،الملاحظ ان الهدف الأساسي للجامعة العربية هو إنهاء الاستعمار الاسباني من الصحراء الغربية والسعي في ترسيخ مفهوم تبعيتها للمغرب، بدون استشارة أهل الأرض مؤيدتا إعطاء مالا تملك لمن لا يسحق،بادرت الجامعة العربية إلى  طبخة مبيتة تدعم تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا في مؤتمر الجامعة العربية المنعقد في الرباط في الفترة مابين 26-29 اكتوبر1974 قبل الذهاب إلى الاتفاقية الثلاثية المشؤمة بمدريد،متجاهلتا حق الشعب الصحراوي في لاستقلال والحرية ،فاتضح ان هناك سطوة مغربية على معظم الدول العربية إذا لم نقل جميعها.. نأسف لعروبتنا التي لم تشفع لنا،فصدق فينا قول القائل..أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام .
كان موقف معظم الدول العربية  مؤيدا للمغرب في غزوه للصحراء الغربية مع اختلاف بسيط، .
يعتبر النظام العراقي السابق (صدام أحسين) أول نظام عربي وقف بجانب المغرب في  ظلمه علانية وبدون إحراج منذ اليوم الأول للنزاع ،فزوده بالسلاح والنفط مجانيا،وتأتي السعودية في المرتبة الثانية من حيث الدعم المادي والسياسي، إذ لم تكتفي بخطيئتها التاريخية في حق الشعب الصحراوي في أول خطوة للاحتلال إذ مولت انتقال المسيرة الخضراء،التي كان أول مهندس لها الأمريكي فرنون ولتر(Vernon Walters) وسماها المسيرة البيضاء إلا ان المقبور الحسن الثاني سماها الخضراء ليعطيها سبقة إسلامية،ونسميها نحن السوداء.
تهاطلت على المغرب مواقف الدول العربية المؤيدة للاحتلال المغربي ،معتبرة ان النزاع مفتعل وان المشكل جزائري مغربي متجاهلين الشعب الصحراوي (العربي) المسلم  وثورته.
لقد أيدت البحرين والكويت المغرب في مقترح الحكم الذاتي في ملتقى الرباط في 31 ديسمبر2006 ،أما الإمارات فكانت من اسخى الدول العربية دعما ماديا،وهناك دول شبه محايدة لم تأيد الباطل ولكن بالتأكيد خذلت الحق ،مثل سوريا وموريتانيا.
الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، إذا ما استثنينا دولة اليمن الجنوبي البائدة.
والاعتراف الموريتاني حاليا يعتبر اعترافا باردا،وليس أكثر من اعتراف استمرار لقرار نواكشوط بعد الانقلاب على الرئيس المختار ولد داداه 1978
أما سوريا وليبيا   فاعترافهما لا اعتبره اعترافا بل أصنفه في خانة الحياد الايجابي ،فلقد فتحت كل منهما مكتب لجبهة البوليساريو دون رفع مستوى التمثيل إلى السفارة والاعتراف بالجمهورية … لقد دعمت ليبيا (ألقذافي) جبهة البوليساريو سياسيا وعسكريا وإعلاميا منذ الوهلة الأولى للحرب ضد اسبانيا 1973 ثم بعد ذالك  ضد المغرب وموريتانيا ،إلا ان ليبيا لم تعترف يوما بالجمهورية الصحراوية بل أكثر من ذالك أيدت المغرب في يوم من الأيام،لكن لكل جواد كبوة وللجماهيرية العظمى تاريخ يشفع لها ،إما تونس الخضراء اعتقد ان معظم شعبها لا يعرف شيء عن الصحراء الغربية وموقفها قبل الثورة نلخصه في كلام الحبيب بورقيبة الذي قال في السبعينات ان الصحراء الغربية لا تمتلك مقومات الدولة، وكما قال الراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الحاكم حاليا ان الصحراء الغربية من الدويلات المجهرية التي لا يجب اعتبارها دولة وذالك خلال زيارته للمغرب في التسعينات .
خلاصة القول ان المواقف العربية في مجملها صريحة بتأيدها للمغرب في احتلاله للصحراء الغربية،وهذا إجحاف في حق الشعب الصحراوي.
المرة الأولى التي حاولت فيها الجامعة العربية الاقتراب من قضية الصحراء كان بعيد تولي عمرو موسى مهمته كأمين عام للجامعة، حيث أعلن ضرورة مبادرة عربية تساهم في حل نزاع الصحراء الغربية فاكتوى بنارها واضطر للتراجع .
من جهة أخرى حاولت جبهة البوليساريو منذ نشأتها التقرب من الدول العربية وجامعتها لشرح قضيتها العادلة لكنها وللأسف وجدت الأبواب موصدة أمامها ،فما بالك بالتمثيل أو الاعتراف.
يتساءل الكثير من الصحراويين عن ماذا يرجى من الحكام العرب أكثر من هذا وهم الذين أذلوا شعوبهم لأكثر من عقود من الزمن وارتكبت أجهزتهم الأمنية أبشع الجرائم وتآمروا على القضية الفلسطينية ليفوزوا بصكوك الاعتدال والديمقراطية الأمريكية. والحفاظ على الكراسي.
ماذا قدم العرب لبني عمومتهم في الساقية الحمراء إبان الاستعمار الاسباني، ماذا قدموا لهم أثناء القصف الفرنسي المغربي الموريتاني المشترك، بماذا أعانوهم  خلال 40 سنة من الملاجئ … وناسف   أنه لا إسلامي ولا عربي  كتب عن معانات هذا الشعب العربي المسلم الشجاع العنيد المقاوم  الذي قهر الطبيعة وروض البيداء،  بل شعوب أخرى لا تربطها علاقة العرق أو الدين وقفت بجانب الشرعية الدولية وحقوق الإنسان .
ان التعدي على الحريات وسياسة العجرفة والابتلاع وطمس الهوية والخيانة ليس بجديد على هذه الأنظمة التي تتنصل من قضاياها وتلقي المسؤولية على الآخرين .كان من الواجب على العرب ان يقفوا مع الحق ولاتخذهم فيه  لومه لائم. الشعب الصحراوي فقد أمله في لأمة العربية التي أقهرت شعوبها بالظلم والفقر والاستبداد،وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، ناسف إننا جزء من هذا الوطن العربي الذي كان رواد الحراك الشعبي  ونواته الثورية المطالبة بالتغيير والحرية من الصحراء، أبطال ملحمة اكديم ازيك وهم الان يقبعون داخل السجون المغربية ولا أي عربي تحدث عنهم ولو بدمعة قلم ، الحق ليس هدية تعطى ولا غيمة تغتصب بل حتمية للقيام بالواجب ، السؤال  الذي يطرح نفسه-ما موقف الحكومة الصحراوية من هذه الدول العربية التي أيدت المغرب في احتلاله؟ وهل الشعب الصحراوي متفق مع رئيسه في الانضمام للجامعة العربية في حالة طلب من الصحراء الغربية الانضمام لها ؟ ، اثنان في نظري لا ينساهما المرء من أعانك ومن أعان عليك، نحن شعب لاينسى ولكن   نغمض أعيننا أحيانا لكي نستطيع ان نعيش ولقد صدق طرفة ابن العبد  في قوله. .
وظلم ذوي ألقربي….اشد مضادة على المرء