اعطو للجيش الكلمة
إذا لم يكن تقرير المبعوث الأممي كريستوفر روس عقب الزيارة
القصيرة بالمنطقة بمستوى تطلعات الشعب الصحراوي ، و بالخصوص و الأهم جانب
اتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة فيما يخص تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي
ينادي به الصحراويون المنتفضون و كل ما تمت به صلة ، من الإجراءات العملية
الكفيلة بتحقيق الظفر لهذا الشعب المكافح ، ستكون القيادة الصحراوية في
الرابوني أمام مفترق طرق و مرحلة مصيرية ، إما أن يكونوا بمستوى الحدث أو
أن يتبرأو منا نحن شعب المناطق المحتلة ، إما أن يكونوا رجالا بكل معنى
الكلمة و يتقبلوا الموت في المقدمة فيقدسهم الصحراويين أينما حلوا ، أو أن
يظلوا متوارين عن أنظار شعبهم و يحضروا الوليمة كالضباع المتطفلة لحظة
اكتمالها ، فيهجم عليهم أسود الداخل الصحراوي و هم أحرار .
بصراحة أنا كصحراوي أفنيت عمري في الإنتظار العبثي ، أمام
طوابير المذلة الأممية ، أتمنى أن يأتي بلاء لهذه السجادة المدنسة (
المهلكة المغربية ) فيحيلها شذرات من المكونات ، و نكون أول المعلنين عن
الكيان الصحراوي المستقل ، و لا سمح الله إذا فشلت القيادة الوطنية في
ترجمة حقوقنا و تضحيات شعبنا ، لن يفيدنا بشيئ تحميلهم المسؤولية أو رميهم
في مزبلة التاريخ ، المسؤولية الحقيقية تقع على عاتقنا جميعا و أخص بالذكر
حملة السلاح و حملة الأقلام .
تـداعـيـات زيـارة روس
اليوم الذي تلا زيارة المبعوث الأممي للمنطقة ، كان شبيها
بأيام الحداد و الجنائز و المآتم ، إذ الحزن يلف الأزقة الخالية من حركات
الأطفال و لعبهم ، و من الضجيج السمارة اليوم حزينة الوجوه عابسة يائسة ،
إنها لحظات أليمة و للأسف لا نمتلك قرارا لاحول لنا ولا قوة ، السبب هو هول
الكارثة التي وقعت برؤسنا في هذا السجن وجها لوجه أمام زبانية محمد السادس
و تحويل المدن الصحراوية و الأحياء لثكنات لشبيحة المهلكة المغربية .
الإحباط و اليأس يسيطران على وجوه الناس ، بالإضافة للقلق
الذي بدأ يبدو جليا على الشارع الصحراوي ، و لا حديث إلا عن طول مدة الصراع
و الحصار الخانق من قبل النظام المغربي و أذنابه .
إن حالة السكون التي تنتهجها القيادة الوطنية لا تقدم و لا
تأخر من الوضع شيئا ، حالة تجعلنا نرتاب في مقاصدها و في جميع شعاراتها ولا
يمكن أن يفسر سوى أنه تواطئ غير معلن و قبول بالأمر الواقع ، سكون
لايمكننا أن نفهمه إلا بوصفه تواطؤا مع المحتل و قبولا غير معلن و رضا عما
يجري ، فلا تتوقعوا بعدها أن نطلب ودكم و ننتظر منكم خيرا .
أخاطبكم باسمي الشخصي : أطالبكم بوضوح أن تبرهنوا على شجاعتكم
بصورة عملية في الوقوف بوجه المحتل ، أظن أنه من حقنا عليكم أن نطالبكم
بالبرهان كلكم يتحمل بهذا مسؤولية تمادي هؤلاء و تطاولهم على الصحراويين
العزل كلكم في لا مبالاته متآمر .
لقد توصلت إلى قناعة راسخة أن المفاوضات مع المحتل المغربي ،
في أي وقت كان و بأية صيغة كانت ( وفود الشبيبة ) ماهي إلا مضيعة للوقت و
تفويت للفرصة لأنهم لا يتفاوضون إلا حين يكونون ضعفاء و يضربون بكل وعودهم
وعهودهم و مواثيقهم بعرض الحائط حينما تكون لهم بعض القوة التي يستطيعون
بها التملص من كلامهم ، التاريخ كل التاريخ الإنساني و تراث و حضارة
البشرية تقول بوضوح بل و تصرخ بأعلى الصوت ، أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى
فلماذا ننتظر أن تعطى لنا حقوقنا التي هي أصلا لنا ؟؟؟ لماذا لا نأخذها حتى
ولو عنوة ؟ إن أسهل و أبسط و أصح عمل تقوم به القيادة الوطنية حاليا هو
إعلان العودة إلى الكفاح المسلح في أقرب فرصة سانحة و التي ربما قد لا
تتكرر ، تمهيدا للحرب ( شر لابد منه ) و إعلان الدولة الصحراوية المستقلة ،
فالقضية الصحراوية قد خطت نصف خطوة في الطريق و المهلكة المغربية كما
يسميها البعض ليست أقل جاهزية و لا قوة ولا حصانة من دولتنا .
يقول شاعر الثورة بيبوه في طَـلْـعَـتِـهِ الشهيرة :
السادس شين العزيمة … ميزة فيه اضعف القيمة
ومقرو صنع الجريمة … عبر العصور الساليفة
ومعروف بنقض العزيمة … والمواقيف الخفيفة
غير الى خمم تخميمة… منذاك التخمام اضعيفة
ولا حجلتلو تكديمة … ولا بند ولا تيفة
اعطو للجيش الكلمة … خلو لماجد تتفيفة
بم طريريمة لقديمة … اولو بيه اللحريفة
ويتم اجر الهزيمة .. ويردوه الشين الصيفة
فليسمعوها صريحة و ليستيقظوا و يزيلوا الصدأ من على أدمغتهم ،
و يحسوا بشعور من يقاسمهم حاضر و مستقبل هذا الوطن إنها بحق آبيات مقدسة ،
يتوجب تداولها في كل لحظة و حين ، لا فض فوك فـ للوطن و للصحراء درك أيها
الشاعر .
أعضاء الأمانة الوطنية نسأل الله لكم النصر و التمكين متمنين أن تمثلوا آمال و أماني و طموحات الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية ، أحسن تمثيل و أن تكون مصلحة شعبكم فوق كل المصالح و الإعتبارات ، و نأمل أن تكونوا على قدر من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم في الظروف الراهنة و المستقبل لتحقيق آمال الشعب الصحراوي