اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

الكاتب الصحراوي محمدعال لبيض في حوار مع جريدة الصحراء الحرة الورقية


الكاتب الصحراوي محمدعال لبيض يشرح للقارئ اهداف اتفاقية مدريد الثلاثية ‎

1 ماهي الملاباسات التي أحاطت باتفاقية مدريد الثلاثية ؟   

ج: الظروف التي احاطت بتوقيع ما عرف باتفاقية مدريد المشؤومة  اتسمت بتزاحم عدد من الاحداث شتهدتها المنطقة وبوتيرة  متسارعة  وبزخم قفز بالمستعمرة المسماة انذاك الصحراء الاسبانية  الى واجهة الاحداث وشدت اليها الانظار رغم التعتيم الاعلامي المضروب على الاقليم واجواء  الحرب الباردة بين المعسكرين بقيادة روسيا والولايات المتحدة الامريكية وتنافسهما على مناطق النفوذ التي وصلت الى السطيرة على منافذ  خارج كوكب الارض من خلال غزوهما للفضاء. ورغم ذلك فان ما عرفته الصراع في تلك الفترة كان لافتا لدى وسائل الاعلام بما فيها المعادية لقيام كيان صحراوي. وعلى العموم تعتبر التطورات التي شهدها الاقليم قبل توقيع اتفاقية  مدريد بين المغرب وموريتانيا واسبانيا هي التي حركت المياه التي كانت راكدة وغيرت مواقف الجيران من الشمال والجنوب  على خلفية المصالح  التي يعود نفها الى القوى لاستعمارية في المنطقة خاصة فرنسا واسبانيا. ومن اهم تلك الاحداث:

-    تقرير بعثة تقصي الحقائق الاممية بعد زيارتها الى الصحراء الغربية 1975  والدول المجاروة  وتأكيدها بان الاقليم يجب ان يتمع بتقرير المصير من خلال ما عاينته البعثة في زيارتها وعبر عنه السكان الصحرايين تحت الادارة الاستعمارية الاسبانية.

-    تبلور الكفاح المسلح من خلال تحقيق انتصارات عسكرية على المستعمر تجسدت في معارك بين المقاتيلين الصحراويين والقوات الاسبانية  في المناطق الشمالية والشرقية من الاقليم  قتل فيها العديد من الجنود والضباط الاسبان، هذا بالاضافة الى التحاقات جماعية  للمجندين الصحراويين في القوات الاسبانية بمعداتهم واسر الضباط الجنود الاسبان الذين كانوا يسيرون تلك القوات وتسليمهم الى الجبهة الشعبية لتحرير الساقية  الحمراء ووادي الذهب وهو ما دعم القوة العسكرية الصحراوية.

-    اعلان الوحدة الوطنية الصحراوية وتخلي الصحراويين عن التنظيم القديم ممثلا في هيئة الجماعة  التي اسستها اسبانيا كبرلمان محلي يمثل السكان في الاقليم ، هذا الاعلان شكل تحولا في تاريخ الشعب الصحراوي من خلال الانخراط الجماعي للصحراويين في تنظيم الجبهة واعتبارها ممثلا وحيدا لكل الصحرايين.

-    بروز خلافات بين قادة المغرب العربي وظهور تغيير مواقف بعضهم من تقرير مصير الاقليم وحشد المغرب للالة العسكرية والدعائية وممارسة الضغض على اسبانيا  التي كان زعيهما الفاشي على فراش الموت  واقناع المغرب للريئس السابق للشقيقة موريتانيا بالاشتراك في تقاسم الاقليم.

-    دخول اطراف دولية وازنة على الخط  تقودها فرنسا والولايات المتحدة الامريكية ومباركتهم لاحتواء الصحراء عسكريا مدفوعين بدعاية اطلاقها ملك المغرب بان مسالة احتواء الاقليم سوف لن تتعدى اسبوعين على اكثر تقدير ليشرب الحسن الثاني الشائي بالنعناع في عاصمة الاقليم.

وبالرجوع الى الاتفاقية من حيث توقيت الاعلان عنها 14 نوفمبر فان الامر لايعدو ان يكون تكريس لعمية احتلال الاقليم عسكريا التي مرعلى القيام بها من الشمال والجنوب حوالي خمسة عشر يوما(31 اكتوبر75-14 نوفمبر 75) وبالتالي جاءت في اطار محاولة من الاطراف الموقعة عليها لتسوق للرائ العام الدولي كحل افضي الى انهاء النزاع في الاقليم علما ان الاتفاقية لم يتعترف بها المجتمع الدولي واعتبرها قرصنة لحق السكان في التعبير الحر عن مصيرهم وبالتالي صنفت بانها غير شرعية من يوم الاعلان عنها.

2.    ماهي أبرز مضامين الاتفاقية ؟:

ج: في الواقع لم تعتمد الاتفاقية على مرجعية من حيث الاسس التي يترتب عنها الاثر القانوني في المعاهدات والاتفاقيات التي تتم بين دول وهيئات كما هو معمول به ضمن القانون الدولي الذي يحكم تصرفات الاعضاء سواء في اتفاقيات تتم  بين دولتين او بين مجموعة من الدول والتي يفترض فيها ان تكون مسؤسسة على القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول, وبالتالي المضامين التي احتوتها الاتفاقية ذهبت في اتجاه يعاكس تطبيق المواثيق المعمول بها و خالفت قواعد المنطق فيما يخص تقسيم اقليم لم يتمتع بعد بتقرير المصير، فكانت غير مستصاغة وغير مقبولة من خلال رفض محكمة العدل الدولية في لاهيلمطالب المغرب ولم تسجلها الامم المتحدة ولا الوحدة الافريقية ولا عدم الانحياز انذاك بل كانت محل ادانة من طرف المجتمع الدولي . ومن ثم فان مضامينها ان كانت ثمة مضامين تركزت حول  تفاصيل تتعلق بتقسيم الاقليم بين المملكة المغربية وموريتانيا في اطار عملية احتواء كان ملك المغرب الحسن الثاني قد استدرج فيها الشقيقة موريتانياوهو ما تفطن له  الموريتانيون بعد اربعة سنوات ففسخوا نص وروح الاتفاقية من خلال تخليهم عن الجزء الذي خصص لهم في التقسيم  ووقعوا اتفاق السلام مع الدولة الصحراوية.

3.    ماهو رد فعل الجبهة في حينه على الاتفاقية ؟:

ج: اتت الاتفاقية بعد مضي نصفشهر على الغزو العسكري المغربي ( 31 اكتوبر 75) وهو ما يعني ان  الصحراويين كانوا امام تحيات كبيرة وخطيرة تاتي في مقدمتها الابادة الجماعية للسكان الصحراويين  في كل المدن والمداشر( من اجديرية شمالا الى لكويرة جنوبا ومن الداخلة غربا الى المحبس شرقا) فكان لابد على الجبهة ان تواجه الغزو العسكري الذي اجتاح الاقليم من الشمال ومن الجنوب من جهة  وتؤمن المواطنين من حرب الابادة  من جهة اخرى،  وهكذا فقد تركز العمل وقتها على جبهتين اساسيتين : الاولى مواجهة القوات المغربية والموريتانية في معارك فر وكر في ما عرف انذاك بخطة الدفاع الذاتي التي شارك فيها كل الصحروايين بوسائلم الخاصة من اسلحة عتيقة وجمال وسيارات ومؤن وقد استطاعت الجبهة ان تنقل الحرب الى عمق التراب المغربي والى المدن الشمالية الموريتانية  وهو ما عرقل خطط  الاكتساح واخر تنفيذها  حسب ما خطط له الخبراء العسكريين خاصة  من الجانب المغربي. الجانب الثاني من الخطة تركز على نقل المواطنين الى مناطق امانة في شرق الاقليم كمرحلة اولى في انتظار نقلهم الى مخيمات اقيمت في التراب الجزائري جنوب وغرب  مدينة تندوف( حاسي بئر الطولات, اكعيدت لبار, اعوينت بلكرع النبكة الدخل واد الماء)ونذكر ان  الشقيقة الجزائر كانت في الموعد لتقدم الدعم الانساني الكافي لاواء اللاجئين الصحراويين الفارين من بطش القوات الغازية  وهو ما ساعد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء  في استرجاع الانفاس وتهئية الظروف  لاعلان الدولة الصحراوية لاحقا( 27/02/1976).

4.    بعض انسحاب موريتانيا مع الشراكة الاستعمارية .ما مصير الاتفاقية ؟

ج: جاء انسحاب موريتانيا من الاتفاقية بعد الاطاحة بنظام ولد داده الذي بموجب الاتفاقية كان هو الطرف الثالث والذي بموجب بنودها بسط سيطرته على منطقة الداخلة ولكويرة  وجزء من السواحل الصحراوية وبالتالي استكملت ما تبقى من عدم شرعيتها  والتي لم تكن مؤسسة قانونا ولم تعترف بها الامم المتحدة ولا المجموعة الافريقية ولا عدم الانحياز وهي المنظمات الدولية والقارية التي كانت مسؤولة عن اقرار الشرعية .بمعنى ان الاتفاقية لم تكن من يومها الاول ذي اثر قانوني ولم يستطع اطرافها تسويقها في المحافل الدولية وبالتالي كانت منتهية الصلاحية حتى قبل الاتفاق بين الجمهورية الصحراوية والجمهورية الموريتانية الشقيقة 1979.

5.    في الوقت الذي كانت فيه إسبانيا تباشر مفوضات مع الجبهة فاجأ  المستعمر الطرف الصحراوي بالخذلان والتراجع,ما فحوى تلك المفوضات ؟

ج: في حدود معرفتي للوقائع او على الاقل ما طفى منها على السطح اذاك ، المفاوضات تركزت حول تبادل الاسرى بين الطرفين الاسبان الذين هم اسرى لدى الجبهة عسكريين ومدنين والصحراويين من  الاسرى العسكريين  والمعتقلين السياسيين  لدى الحكومة الاسبانية ، وربما تكون اجواء الانتصارات على الجبهة العسكرية  مع اسبانيا والتفاف سكان الاقليم حولتنظيم الجبهة الشعبيةوفشل حزب الاتحاد الوطني الصحراوي ( بونس) الذي اسسته اسبانيا،هي عوامل شكلت نوع من الغرور السياسي للطرف الصحراوي ادى الى عدم طرح الحسبان لما قد يبيته المستمر من مؤمرات  تصب في امسار غير ذاك الذي يوجد عليه وضع المفاوض القوى في فترة المفاوضات تلك، ايضا الطرف الصحراوي بتجربة ناشئة  ربما اعتمد على العامل الداخلي متمثلا في التفاف السكان في الاقليم  حول التنظيم الصحراوي الجبهة الشعبية ولم يطرح في الحسبان احتمال تخلي المستمر عن الالتزام ببنود الاتفاقيات خلال المفاوضات، الجانب الاخر الذي يكون قد اوجد الحجة للمستعمر للتملص من الاتقاقيات كونتها لم تكن تحت اشراف الامم المتحدة. وعلى العموم اسبانيا كانت تهئ للاتفاقية الثلاثية مع المغرب وموريتانيا وكان عليها ان تؤمن اسراها الموجودين لدى البوليزاريو قبل الدخول في عملية الانسحاب من الاقليم.

6.    لماذا أخفقت هذه المفوضات ؟

ج:قاعدة المفاوضات بين الحكومة الاسبانية وجبهة البوليزاريو كما تطرقنا اليه في السؤال السابق لم تكن قاعدتها مبنية على نقاش الحل السياسي والا لكانت تلك المفاوضات ترعاها هيئة او هيئات دولية وبالتالي فشلت الان الطرف الصحراوي تمسك بمبدأ انسحاب اسبانيا واعلان استقلال الاقليم  في حين لم تكن الفكرة مستصاغة للحكومة العسكرية الاسبانية بتلك السهولة والتلقائية خصوصا وانها كانت تراهن على ان تشرك في العملية السياسية  عبر الحزب الذي اسسته وهو كذلك الشئ الذي لم تكن الجبهة لتقبل به بعد ما اثبتت هذه الاخيرة امام البعثة الاممية برئاسة( سيمون اكي )قوة تمثيلها للشعب الصحراوي.

7.    بعد انسحاب موريتانيا من الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية لم تفلح الجبهة في بسط سيطرتها عليه  ولم تفلح أيضا في وضعه تحت وصاية للامم المتحدة , ماتعليك؟

ج: الحقيقة ان اتفاق السلام بين الجهورية العربية الصحراوية و الجمهورية الاسلامية والموريتانية  1979 ما جاء الا ليؤكد ان موريتانيا خرجت نهائيا من الصحراء الغربية وانها تخلت وبصفة لا رجعة فيها عن  بنود الاتفاقية الثلاثية  وهو ما يثبت عدم شرعية تلك الاتفاقية ، فما كان من الطرف الصحراوي الا ان يحترم  قرار الدولة والشعب والموريتانيين  فيما يخص الانسحاب من الجزء الذي كان خاضعا للادارة الدادهية قبل الاطاحة بها، ومن غير المعقول ان يطلب من دولة الابقاء على ارض ليست  ارضها ولا تدخل في سيادتها الاقليمية في حالة كهذه، ايضا الاتفاق الذي وقع في الجزائر بين الموريتانيين  والصحراويين والذي سمي باتفاق السلام الصحراوي الموريتاني لم تكن ثمة ظروف تسمح بوضع الجزء الذي كانت موريتانيا المختار ولد داده تديره  ان يوضع تحت اشراف دولي الان مرحلة ثانية من غزو المغرب للاقليم قد انتهت مباشرة بعد انسحاب موريتانيا منه وسبب ذلك عائد الى ارتباط المغرب وموريتانيا في عهد المختار ولد دداه باتفاقيات مشتركة في ميدا الدفاع تولت فيها القوات المغربية مهمة تامين المدن والمداشر وامتدت لتشمل مدن في الشمال الموريناني.

8.    انسحاب موريتانيا من الحرب والتوقيع على  التفافية السلام مع الجبهة ,كيف تم التوصل الى هذا الاتفاق ؟:

ج: مباشرة بعد الانقلاب الذي اطاح بالمختار ولد دداه وبعد ما تحركت الالة الديبلوماسية في اكثر من مسار، مع تسجيل بعض التاخر في التوصل الى  ذلك الاتفاق بين الموريتانيين والصحراويين كان لابد من ممارسة نوع الضغض وتسويق الموقف القوي للصحراويين على الصعيدين العسكري والديبلوماسي وقتها لاقناع القادة العسكريين الجدد بان السلام بين الدولتين هو المخرح وان الحرب بين الجيران وخاصة مجتمعين من البظان يجب ان نبعد احتمال تكرارها وهكذا تم الاتفاق الذي جسد حقيقة العلاقة الطبيعيةوالاخوية بين الشعبين ا الصحراوي والموريتاني.

9.    يشاع على أن المفاوضين كانوا يرغبون في تسلم الاقليم الذي إنسحبو الى للامم المتحدة لكن الصحراويين رفضوا ,ماهي امبررات اسرار  الصحراويين  وقتها  على مطالبة اسبانيا بالانسحاب وترك الإقليم للمستقبل  ,أي الرأيين كان حكيما؟

ج: في الحقيقة كما وضحنا في بعض الاجابات السابقة  لم يكن قرار  الفاوضين الصحراويين ولا حتى الاسبان وقتها هو السائد فيما اذا تعلق الامر ببقاء اسبانيا او انسحابها وترك الاقليم للمستقبل، الظروف والتطورات المتسارعة بسرعة البرق ومصالح القوى الكبرى في المنطقة والنظر الى المجموعة البشرية الصحراوية التي تعيش على الاقليم من حيث الكثافة السكانية ومدى قدرتها على تسيير شؤون دولة مستقلة والطمع في خيرات الاقليم الهائلة وعوامل اخرى متداخلة ذاتية وموضوعية هي التي القت بظلالها على المفاوضات في تلك المرحلة وبالتالي  الحديث عن اي الخيارين او الرئيين ارجح  نعتقد ان الطرفين الاسباني والصحراوي في تلك المرحلة لم يبلغا من الثقة بينهما الحد الكافي كيي يصلا الى مفاوضات مبنية على قاعدة صحيحة للحل النهائيالذيتتولي بموجبه الامم المتحدة تسيير شؤون الاقليم في مرحلة انتقالية تنتهي بانسحاب الادارة الاسبانية بعد ان يقرر الكسان مصيرهم. فكل من الطرفين قد جربا تحربة التعاطي مع الاخر بالنسبة للصحراويين لازالت احداث الزملة ماثلة امامهم في حين حربت اسبانيا عدم قبول الجبهة باشراك حزب الاتحاد الوطني الصحراوي الذي اسسته في الاقليم كشريك في العملية السياسية ومن هنا فان الثقة بين الطرفين لم تكن في مستوى يسمح بوضع الاقليم تحت الوصاية الاممية او الادارة المشتركة بين الطرفين في اطار الوضع النهائي للاقليم.

10.    ماهو الفرق  بين العمل في الدا خل والعمل في الخارج؟

ج: الواجب يفرض على كل صحراوي القيام باداء علمه في اي ساحة او مهمة قد يكلف بها في ميدان من الميادين . العمل في الداخل اي في الوزارات والولايات والدوائر والاجهزة المختلفة مدنية وعسكرية  سواء كانت في الاراضي المحررة او في مخيمات اللاجئين الحصراويين له خاصياته التي يجب ان يتفهمها اي منا عند ما تلقى عليه مسؤولية القيام بالعمل ومن اول خاصيات العمل في الداخل ان يتحمل الفرد صعوبة الظروف التي يتم فيها القيام بتادية المهام فهي ظروف استثنائية بامتياز من حيث الحوافز المادية واعتماده  بنسة95% على العمل التطوعي االذي يقدمه الفرد من اجل انجاح سير المؤسسة التي يعمل لفائدتها سواء كان مدرسا او ممرضا او موظفا في اسلاك اخرى من المعمل السياسي او المهني, وبالمناسبة نقول ان العمل في الداخل في تلك الظروف هو مدرسة تخرجت منها المئات من الاطر الصحراوية وانارت الطريق للجيل الجديد الذي يسير في الطريق نفسه ويصنع الحدث في اكثر من موقع. والخلاصة ان العمل في الخارج بالنسبة لنا لا يتغيير كثيرا من حيث الظروف التي يتم فيها القيام بهذا العمل فهي تختلف كليا عن الظروف التي تعمل فيها الدول المستقلة من خلال توفير شروط وحوافز لم تعد للدولة الصحراوية التي تكافح قوة لبلوغها وكما يقال العين بصيرة واليد قصيرة ولكن هناك فرص جد هامة تتاح للعاملين في الخارج ومنها تنمية قدراتهم في ميدان المعرفة والاستفادة من العلاقة مع الاخر وتطوير تجربة العمل في ميادين كثيرة منها الجوانب البروتوكولية والمجتمعات المدنية ولاحتكاك بوسائل الاعلام وتقديم القضية الوطنية في شكلها اللائق وهذه فرص غير متاحة في الواقع في ساحة العمل بداخل مؤسساتنا بسبب ما اوضحناه سابقا.

11.    الي أي عمل تنحاز؟

ج :اذا خيرت فانني انحازالى كل عمل يخدم القضية الوطنية  وخاصة في هذه المرحلة المتقدمة والتي يجسد تقدمها الفعل الذي يصنعنه اهلنا في المناطق المحتلة  وفي جنوب المغرب.فمعركنا اليوم تتطلب منا ان نكون ملتزمين اولا بالثوابت الوطنية وفي ومقدمتها خيار الاستقلال الوطني ومن ثم فان انحياز اي منا الى عمل يريده سيكون مقبولا في الحدود التي يفضل ان يكون عليها خياره. ولكن بين هذا وذاك يجب ان ننحاز الى المطالعة وتصفح الشبكة المعلوماتية والاستفادة من تقنياتها وما يقدمه الاخرين في ميدان المعرفة حتى يتسنى لنا رفع مستوى قدراتنا لكي نسير بالجيل الجديد نحو الطريق الصحيح ونأخذ منه ويأخذ منا فهذه طريقة عمل بالنسبة لي محبذة.

12.    كيف ترى دراسة في الجامعات الامريكية ؟

ج: الدراسة في الجامعات الامريكية تعتبر امتياز بالمقارنة مع الجامعات الاخرى فمستوى اخر جامعة امريكية يصنف في الدراسات الحالية على نه يناهز اول جامعة في اوروبا وهذا من حيث التطور التكنولوجي والكفاءات  العلمية للمدرسين والمدراء، الدراسة عن بعد في الجامعات الامريكية هي الاخرى تخرج سنويا الالاف من الاكادميين وكبار الساسة والديبلوماسيين والدكاترة وغيرهم وبالتالي علينا  استغلال اية فرصة للدراسة في تلك الجامعات سواء عبر الانتساب المباشر او عبر الدراسة عن بعد.
13.    ماهي الصعوبات التى واجهتك في العمل ؟

ج: بالنسبة لي كل الصعوبات التي واجهت الصحراويين منذ 1975 حتى اليوم لا تقف امام اي منهم ولايمكن لاي منا ان يحصرها رغم ان كل منا يتذكر تلك الصعوبات ولكن عندما تواجهك صعوبة وانت ضمن مجموعة من الصحرويين في اية ساحة فتلك صعوبكم جميعا ويجب ان تتغلبوا عليها جميعا وتشاركوا في اجاد الحلول للمشاكل التي تعترض خطة العمل المقرر القيام بها، امورا مهمة في تجربتنا الميداينة وفي مقدمتها الجماعية في اتخاذ القرار حدث ويحدث ذلك  في جميع الاماكن التي يسير فيها الصحراويين شؤونهم  حتى على مستوى تسيير الاسروالاشخاص العاديين يتقيدون بقاعدة الجماعية وهذه عادة حميدة  استخلصت من تجربة طويلة سواء في مؤسسات الدولة الصحراوية او حتى داخل الارض المحتلة وجنوب المغرب وبالتالي تصبح الصعوبا ت التي قد يواجهها الفرد في عمله مذللة تلقائا.

14.    ماهو أخر كتاب قرأته ؟:

ج: خلال سنتين تقريبا انصب حهدى على الدراسة عن بعد مع احد الجامعات الامريكة ومع انني مرتبط بالمنهج الدراسي للجامعة الذي يحتوى  على ما يزيد عن 300 صفحة  الا اننى بقيت  متصفحا للمواقع خاصة الاليكترونية بقدر ما توفره الشبكة العنكبوتية فكنت اقرأ ما صدر من مقالات وكتب للدكتور سيدي محمد عمار السفير السابق للجمهورية العربية الصحراوية في اديس اباب خاصة تلك التي تناقش العلاقات الدولية وما يتصل منها بالقضية الصحراوية.