الاتفاقية المشؤومة
لا يمكن ان يمر الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الا
ويتذكر الصحراويون ذلك اليوم الاغبر الذي تلطخت به ايادي الاخوة الاعداء
المغرب وموريتانيا دداه في تاريخ لم ولن يرحم ظلاَم الشعوب التي كانت غاب
قوسين او ادنى من صنع امجاد كان سيتغنى بها العدو قبل الصديق، كانت قد تكون
لبنة نحو مستقبل ارادته الشعوب قبل الحكام، كان سيكون تاريخا مشرفا
للجميع، كان سيحمي مصالح الجميع في الشرق والغرب والشمال والجنوب، كان سيضع
قطار مغرب الشعوب على سكته الحقيقية ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن.
شرد شعب بأكمله وانحرفت قضية عن عمقها العربي الذي كان انذاك
الوتر المعزوف الذي شدت به كل شعوب المنطقة و لم يكن الشارع الصحراوي يغرد
خارج السرب ولكنه تعمد الغوص في ما املته الظروف و ما سمحت به المعطيات
الجيوسياسية في المنطقة وما حولها.
ارتكن الاشقاء الاعداء الى اغراءات مستعمر ذليل منهزم يبحث
عنما يحفظ به ماء وجهه فكان الماء دم الصحراويين وكان الوجه ثلاثة وجوه
فقسمت الساقية الحمراء ووادي الذهب فذهب من ذهب واغرقت سفينة ابناء الصحراء
واسقط لوائها اكراما لعدو الامس و جلاد اليوم و متآمر لا محل له من
الاعراب انذاك.
تأبط الصحراويون اسلحتهم وهامو في الارض بحثا عن الحرية و برز
الصديق والرفيق وعرف العميل من المعين وعرف اهل الارض انهم لا محالة
محارَبون مقسمون ممنوعون من حق في حياة شريفةفي بلدهم الصغير فتح الجار
الكبير حدوده الصغيرة واوصد الجار الضعيف حدوده الشاسعة، اما ابا جهل فقد
اشعلها نار تلظى فتبت بها يده.