اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

أيهما نحارب التهريب أم استنزاف الجيب؟

بقلم : الناجم لحميد192
يعاب على كل من أمتشق القلم وتسلح به في مخيماتنا الاستثنائية هوسه بالكتابة عن السياسة و المصير حتى أصبحت مدافع زمن توقيف إطلاق النار موجهة صوب “الرابوني ” تقصفه يوميا بحقائق ما جناه من أشواك عندما أسكت البندقية وركن إلى سلام الأوهام ، تاركة وراءها المخيمات غارقة في الحر والعطش وفوضى الربح السريع ولم تخصص جزءا من ذخيرتها للدفاع عن يوميات المواطن المثقل بزهد الأجور والتهاب الأسعار والمضاربات. طفح الكيل وتحرك القوم بوخز من مهماز فجاء التنزيل الذي اتخذ طابع التعميم بمنع أشكال التهريب، في مشهد متجاوز بدى قامعاً أكثر مما هو مقنعاً و يعود إلى زمن الحجاج” أيها الناس ، إسمعوا و أعوا و أنصتوا ولا تتكلموا”
القرار الذي جاء متأخرا عن موعده أعتبر صائبا لدى الكثيرين لأنه يضع حداً قيل نهائياً للكسب السريع على حساب المصلحة العليا للدولة التي لم تعد تتحمل أعباء التدفق الهائل، داخل خارج “دخلت مخ … وخرجت مح …” بالتوازي مع تراجع هيبة الدولة والتجاسر على مؤسساتها في سلوك لا أدعي البراءة فيه لأنه جزء من مخطط تآمري يستهدف تدنيس الثالوث المقدس : الوحدة و الكيان و علاقتنا مع الحليف وهي أشياء تستدعي الحسم المقرون بالفهم فهذا أو الطوفان..
تناهت إلى مسمعي كما غيري أن الممر الذي سد كان متنفسا اقتصاديا ومصدر رزق لبعض الشباب الذين سئموا الانتظار على أرض بور غيبت فيها مؤسسات الإدماج و الإنتاج لأن العيون فيها كانت تطارد سراب الصحراء وتبيع الوهم الكاذب للطيبين بقرب موعد الرحيل، وحتى لا يقع الرجال المحترمون في حرج سؤال ما البديل ، أريد للخطاب أن يمر على طريقة ” إسمعوا وأعوا”.
في أسواقنا الفوضوية وطرقنا الغارقة في الغبار تغيب الدولة وسلطة القانون، تشعر بالخجل عندما تصادف عجوزا في موقف سيارات الأجرة تشتكي الارتفاع المضاعف في سعر رحلة لا تتجاوز 20 دقيقة و لك أن تشاهد طوابير المواطنين عند أبراج المراقبة وفي الطريق إليها لتدرك لماذا تراجع منسوب الثقة بين القمة و القاعدة ” لكلام ما إيجيب لدام”
المواصلات شريان الحياة عندنا أم الكوارث ساحة مباحة للاسترزاق أمام الجُشَّع ” اردم الفقر من خوك المواطن” يكفي فقط أن تكون لك سيارة ” طاكسي” لا يهم من يجلس خلف المقود حتى ولو كان قاصراً يحمل رخصة من مدرسة السياقة الجنونية لا ضير. “سيبة هي”.
تصوروا في الدول التي تحترم مواطنيها تقام الدنيا لارتفاع طفيف في الأسعار ولا تقعد دون الزيادة في الأجور وعندنا سعر المواصلات تضاعف 100% في غياب الأجور ولا أحد همه أمر النساء والشيوخ ما بالك بالشباب.
ما أقوى لهجة الخطاب عندما تعلق الأمر بمحاربة التهريب وما أكثر الغياب دون أسباب عندما يتعلق الأمر بمحاربة استنزاف جيب المواطن الذي تحمل بصبر وطيب خاطر غياب تدعيم السلع الاستهلاكية الضرورية لكنه قد لا يجد مبررا لعدم تدخل الدولة بحزم لتنظيم فوضي أسعار المواصلات أو على الأقل إرجاعها إلى ما كانت عليه في السابق، ثم لما لا نتجاوز المأزق بتوفير حافلات للنقل بسعر معقول ما دام هذا الخيار قابل للتجسيد. ولمن أراد أن يعود من بعيد فالأمل قائم والقادم يبشر بخير مع اقتراب ربط الولايات بالطرق المعبدة
في مقدوركم إقامة مشاريع تغري المواطن بالبقاء والصمود ما دامت الجغرافيا طاردة للسكان.
ختاما “يا لحظكم السعيد  تحسدون على قيادة هذا الشعب الطيب زاده الكبرياء و يستكثر القليل”.