الشاب لشكر …على من تكذب ؟
اطل الشاب ادريس لشكر الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي المغربي في مؤتمر
صحفي ، قيم من خلاله زيارة الوفد الشباني الدولي للمغرب والصحراء الغربية ،ليزف مقاييس نجاح الزيارة على الطريقة المغربية .
الشاب لشكر حاول من خلال ما قال القفز على الحقائق بالرجوع الزمني المخالف لقانون الطبيعة المتعدي على ناموسها بحلم بيع الوهم ، قصد تنويم المغاربة و منخرطي حزبه البسطاء المغلوب على امرهم .
اختلطت
اوراق الرجل وأولوياته ونسي عمره المفترض فأصبح بقدرة محركي الاراجوز
السياسي المغربي وحكام الظل شابا يافعا يقلد العنفوان بلغة الشيخ الطاعن في
السن المتباكي على تركة حزب يحتضر.
فلم
يستحضر الرجل وهو يلقي كلمات الظهير الملكي المتجاوزة عن مغرب “المستقبل
والاختلاف والتسامح ” ما تفعله وفي نفس اللحظات قوات نظامه بتلاوينها
المختلفة من قتل وتنكيل عنصري ضد الصحراويين في اسا ومدن جنوب المغرب
والمناطق المحتلة من الصحراء الغربية ،وغابت عن الشاب الفطن ان ارادة الحق
والواقعية ستعصف به وبعمره المصطنع لا محالة ،كمسلمة لم يعييها قادة حزبه
ومنظرو السياسة في مملكة ملك الفقراء.
فأبان
الشاب كما هو تاريخ حزبه الملطخ بعار بيع الذمم والخذلان عن حجم المأمول
في خطاب المستقبل الذي تنتظره شعوب المنطقة ،وغرد مرة اخرى وكما هو معهود
خارج السرب المغربي الحر الذي يمثله تيار اليسار المغربي المناضل وجافى
الحقيقة واجتر الخطاب النمطي المتأخر المطبوخ في دوائر البلاط ،فسقطت
رهانات الشاب في الماء وانجلت حقيقة المعارضة الوهمية واقتنع المغاربة بما
لا يدع مجالا للشك ان الاتحاد لا يزال مختطفا منذ باعت قياداته قضايا
الشعوب وطموحاتها ودخلت في بيت الطاعة وكفرت بقيم ومبادئ الجيل المؤسس
المؤمن بخيارات الشعوب .
لم
يتذكر الشاب – ولن مع سبق الاصرار وبمرارة – مآلات وضعية شبيبة المغرب
الكرتونية وما تمثل من احزاب وحضورها الدولي وهي التي طردت من محفل الويفدي
قبل شهور لتنافي اهدافها مع مبادئ المنظمة الشبانية الدولية ولدفاعها
المستميت عن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وهي التي يفترض فيها الدفاع
عن قيم ومثل الحرية والكرامة وحقوق الانسان ،فحاول المراوغة بقبول الزيارة
على مضض كي لا يصبح مصير شبيبة حزبه كمصير اخواتها المنبوذة دوليا.
التخبط
الذي اظهره الاتحادي الشاب يبرز ان الحزب وقادته ومن ورائهم الادارة
المخزنية قد حشروا في الزاوية وسقطت رهاناتهم في استثمار الزيارة للإبقاء
على عضوية الحياة في المحفل الشباني الدولي ،هذا الفشل ترجمته المحاولات
المتكررة لإفشال الزيارة وعرقلتها ،توجت اخر فصولها بمسرحية مطار محمد
الخامس بالدار البيضاء .
فالمأمول
مخزنيا من الزيارة اتى بنتائج عكسية وكشف زيف ادعاءات الاحتلال ورسوخ
المبدأ والقناعة بعدالة كفاح الشعب الصحراوي ومطالبه المشروعة في الحرية
والاستقلال وتحول معه رسل الحوار الى مشككين في رواية الاباء الواهمين
واتجه التهديد الى وحدة تماسك نخبة الفلك المخزني بعد انقشاع الحقيقة لدى
مغاربة الوفد .
وبين
شيب الرجل واندفاعته الشبابية شوفينيا ، تعثر المشروع و سقط القناع وأصبح
الشاب لشكر ،رمز التناقض المرضي في مغرب الديمقراطية العرجاء.
المصدر : مجلة 20 ماي