سياسة التكاثر...إستراتيجية وطنية بين الاهمية واكراهات الواقع....
يعتبر المورد البشري او ما يطلق عليه حديثا رأس المال الفكري, أهم ثروة تتواجد على المعمورة لما تلعبه من دور فهي العمود الفقري الذي ترتكز عليه عناصر جسم أي امة كانت اجتماعيا,سياسيا,اقتصاديا ,ولذلك اهتم الإسلام بالخصوبة السكانية وتنامي عدد السكان فأمر المسلمين بالزواج وحث على الزواج المبكر لما له من اثر مهم على تقوية شوكة الأمة في وجه الأعداء والمتربصين.
قال تعالى:( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
وهو العنصر الغير قابل للفناء ,فزيادة النسل تمثل احدى ضروريات الحيات التي يجب المحافظة عليها ضمانا لاستمرار الجنس البشري ,بل ان الخالق ربط امر الدين بالناس سواء من حيث التمزيل او الخطاب فاذا كانت الكثرة العددية سببا من اسباب القوة وعاملا في الريادة والتقدم وحسب العبر ونتائج تاريخ الامم فأن الدول الريادية عمدة على خلق مركز لدراسة الموارد البشرية (العدد والنوع) بل لقد انشأة مديريات ووزارات ترقى لتعامل مع هذا العنصر وما الثورة الصحراوية باستثناء عن العالم او الثوراة الاخرى فقد اتخذة هي الاخرى سياسات تشجيعية .
ومن هذا المنطلق ارتئينا ان عنصر التكاثر في الاوساط االجتماعية لابد من ان تخضع لدراسات اضافية حتى الاوصول الى نتائج ملموسة وجعل التنظير مرحلة سالفة الذكر.
منشور حول اهمية التكاثر:(1)
اذا كانت الكثرة العددية والنمو السكاني اداة من ادواة الصمود والتحدي انطلاقا من دراسة بسيطة باعتبار التكاثر سنة ضرورية للبقاء الامم وصمودها في خضم معركة الصراع الحضاري وتحدياته لمواجهة كافة اشكال الابادة والافناء وعنصر اساسي في التقدم والازدهار فأن القلة بذلك رديف التراجع والخضوع الفكري والساسي والانهزام النفسي وعالم اليوم لا يعترف الا بمنطق الاقوى والاشد ولا سبيل الى ذلك الا بتكاثر النوع وزيادة عدد السكان
ونحن كصحراويين عانينا اكثر من غيرنا ولازلنا كذلك وسندفع الفاتورة في السنوات المقبلة اذا ما بقينا نراود نفس المكان فقلة عدد سكاننا كان سببا مباشر في تشريد شعبنا واحتلال ارضه وسلب خيراته
والثورة الصحراوية وادراكا منها بمدى اهمية التكاثر في مرحلة التحرير التي لازلنا نمتطي طريقها مستعينين بمختلف الجبهات اولت اهتماما هي الاخيرة بالغا لهذا العنصر الا اننا لم ننتقل بعد الى المحور الاهم....
:سياسة التكاثر في مخيمات اللجوء
للشعب الصحراوي تاريخ حافل منذ الازل مثله كباقي الشعوب العربية الاصيلة بدويا في عيشه حضاريا في نمط فكره مسالما في تعامله مع باقي الامم معتماد على المعاملات التجارية في كسب قوة يومه ومع مرور الزمن كان المجتمع الصحراوي يشهد تزايدا سكانيا ولو انه طفيفا وغير ملاحظ تزامن ذلك مع غياب التكنولوجيا وأدوات احصاء السكان وفي المقابل شهدة دول الجوار حراكا استعماريا او بالأحرى دول العالم الثالث وركبنا نحن سهوت قطار تلك الاحداث مرقمين لا مخيرين دفاعا منا عن عرضنا وكرامتنا .
وللحديث عن سياسة التكاثر في مخيمات اللجوء يصعب تماما الحديث عن دراسة يقينية لغياب المعلومات الخاصة بسنوات الثورة الاول الا ان ذلك لم يكن عقبة امامنا لاستحضار بعض السياسات التي اتخذتها الجبهة منذ سنة 1980
فقد شهد المجتمع الصحراوي خلال العقد الاول من الثورة نموا سكانيا معتبرا ويندرج ذلك ضمن حزمة من الاجراءات والسياسات التي عكفة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووالدي الذهب على اتخاذها ورسمها ايماننا منها ويقينا ان اكبر اسباب الغزو التي جعلت الاطماع تتربص بنا هو قلة السكان فتكالبت القوى انذاك
الا ان تلك الخطواة المتقدمة التي رسمتها الجبهة في سبيل تشجيع التكاثر من خلال الزواج الجماعي وكذا الانجاب والعناية بالمرءة والاهتمام بالرعاية الصحية للمهات والاولاد...أعطت اكلها ونجحت الى حد كبير في اضافة زاد معنوي ودفعة نوعية بشرية مقويتا بذلك صمود الشعب واستمرار الثورة في خضم حرب الحرير التي بدون شك احتضنتها الجماهير
إلا ان فعالية تلك السياسات لم تمضي طويلا لأسباب رسمية وأخرى شعبية اجتماعية وعلى سبيل المثال لا للحصر:
في بداية الثمانينات التخذة الجبهة استرتيجية متوسطة المدى لرفع من النسل والتكاثر يتمثل ذلك في اقديم مساعدات مالية رمزية للواتي ينجبن توئم كما يقوم رئيس الدولة بزيارة تشجيعية كذلك للمستشفيات لتهنئة النفس وهو ما تلقى استحسانهن وبذلك تكون هذه خطوة ناجحة لمستقبل افضل زيادتا على عطل الامومة
اما في ما يخص الزواج فقد كانت الجبهة كذلك تقوم مساعدات لزوجين بحيث يقوم الزوج باستلام ورقة تحمل في طياتها امكانيات مساعد(بوش قاز,وامانط ,وطبلة,,,)وهو ايضا ما اتى اكله
ضف الى ذلك انعدام شبه تام للامراض الرحمية التي تعيق الانجاب بدون عملية على عكس ما هو سائد في وقتنا الحالي بحيث ارتفعة نسبة الانجاب بالعمليات الجراحية وهو ماساهم بطريقة او باخرى في عزوف النساء عن الزواج و تخوفهم منه
بالاضافة هذا كله يتم توزيع المناشير والمحاضرات الدينية
هذا ما يمكن قوله عن بعض السياسات التي اتبعها التنظيم الصحراوي في ثمانينات القرن الماضي وهو بطبع ما جنينا ثماره كحركة تحرير تسعى لتعظيم عدد السكان من اجل الدفاع عن الارض ومواجهة أي احتمال مرتقب
وفي سنواتنا الاخيرة أي ما بعد وقف اطلاق النار بتحديد فقد شهدة المرحلة غياب تام لما ذكرناه سلفا وبتالي كانت النتائج وخيمة برغم من بعض المحاضرات السياسية التوعوية.
معدلات النمو الديمغرافي .
تعتبر معدلات النمو الديمغرافي مؤشرا حقيقيا على تجسيد أي سياسة متبعة لاي دولة كانت او تنظيم ولذلك فأن أي سياسة حكومية او خطة عمل ستعتمدها الدول فأنه من الازم اخذ بعين الاعتبار معدلان النمو السكاني من اجل ضمان السير الحسن لاراداتها وهو ما يعني نجاحها في ادارة مختلف ملفاتها...
وعليه فأن الدول المتقدمة اصبحت تولي اهتماما منقطع النظير لهذه المعطيات البيانية بل تجاوز ذلك الى اقمة ندوات دولية واقليمية لضبط الزيادات السكانية
ونحن جزء من هذا العالم الا متناهي ايضا وبدورنا حققنا خطواتنا ملموسة في هذا الجانب
والجدول الدناه يبين العلاقة البسيطة بين معدل الزواج ومنسبة الولادات
عرض الحالة وبيان الاستبيان:
الجدول رقم( 2)
تطور بعض مؤشرات النمو الديمغرافي خلال الفترة 1990_2007
1990
|
2000
|
2001
|
2002
|
2003
|
2004
|
2005
|
2006
|
2007
| ||
زواج
|
660
|
859
|
761
|
818
|
1056
|
1105
|
1283
|
1071
|
1118
| |
ازديادات
|
2040
|
2355
|
1968
|
2008
|
2296
|
2061
|
1928
|
1931
|
1956
|
من خلال تتبع معطيات الجدول نسجل الملاحظات التالية
1_نلاحظ ان حالات الزواج اتخذت في البداية اتجاها تصاعديا ولكن بشكل متناقص ,حيث وصلة في بداية الفترة 660,ثم تناقصة الى 1123 في نهاية الفترة
في المقابل نسجل ارتفاع ولو طفيف لمعدل المواليد في بدية الفترة تناسبيا مع عدد حالات الزواج
الا ان ذلك شهد تراجعا ملحوظا في 2007
وذلك نتيجة :
1:تدني معدل الخصوبة الكلي من 03% عام 1999 الى 1,96 في نهاية الفترة
2_تراجع ملحوظ في معدل النمو السكاني عموما
هذه المؤشرات تعطينا صافرة انذار لما نحنو عليه والى ما نحن بصدد تبنيه في حال ما استمر الحال الى ماهو عليه وبتالي ارتفاع معدلات الشيخوية يقابلها يقابلها تراجع النمو السكاني وغياب تام للفئة الشابة ضف الى ذلك تنامي معدل العنوسة وما تخلفه من نتائج وخيمة اجتماعيا من مشاكل اسرية ...لخ وهو ما يجعلنا بعيدين كل البعد عن بيت القصيد واهداف الثورة الخالدة.
والتي تتبنى مجموعة من المبادئ السامية والرامية الى مجموعة من السياسات التي من شأنها ان تساهم في مد كفاحنا الوطني المشروع بالمزيد من القوة والاستمرارية والصمود
وعليه فأنه لابد من الاوقوف عند مجموعة من الاسباب التي ارتأينا انها وراء ما حدث ومايحدث وهو حتما لا يبشر بخير.
§ _
§ تدني مستويات الرعاية الصحية للابناء والامهات والحوامل صفة خاصة
§ غياب سياسات رسمية هادفة
§ العزوف عن الزواج بسبب رئسي هو طغيان المادة
§ ضعف الوعي لدى المجتمع بضرورة التكاثر
§ الغياب التام لتأثير الفئات المثقفة
§ بالاضافة الى الكثير من العوامل النفسية والفيزيولوجية ...
افاق وحلول :
من المعلوم ان لكل عملية او هدف تحديات تقف امام المشروع او السياسة التي ستعتمد من طرف الجهات الرسمية ولذلك فان مقترحات العلاج او الوصفة التي ارتأينا انها ستعمل على معالجة هذا الشلل الذي ينخر المجتمع مع مرور الزمن هي كالتالي:
§ اولا:مقترحات متعلقة بازواج
§ باعتبار ان الزواج هو الركيزة الاساسية ومصدر التكاثر لذلك فأنه لابد من
§ نشر الوازع الديني وبيان اهمية الزواج في الاسلام باعتباره نصف الدين
§ العمل على اعتماد سياسات حقيقية لتحفيز الشباب على الزواج (زواج جماعي ,الدولة تتحمل بعض النفقات ,او بناء بعض مستحقات الزوجين على حساب الدولة ,)
§ سن قانون رسمي يحدد المهر
§ اعتماد حصص تلفزيونية وندوات سياسية تتحدث في مضمونها عن الزواج وحاجتنا اليه
§ انيا:وضع استراتيجية شاملة لتشجيع النسل
§ وبيت قصيدنا من خلال هذا البحث هو زيادة النسل وبذلك تعداد سكاننا ويمكن العمل على ذلك من خلال.
§ تحفيز الامهات الحوامل والرضع من خلال منح معيشية
§ عطل الامومة خاصتنا العاملات في القطاع العام(المعلمة ,المربية ,صاحبة خلية ,..)
§ التشجيع على انجاب التوائم
§ وضع سياسات صارمة وجادة ضدد كل من يتحدث عن تحديد النسل او من يعمل على ادخال عادات دخيلة غربية على مجتمعنا
§ الرعاية الصحية السليمة لرضع والحوامل
§ التوعية الشاملة بخطورة تراجع معدلات النمو
وعليه فأنه قد حان الأوان للمضي قدما بتجسيد تلك السياسات التي ما فتئت الجهات المعنية ترسمها وخاصتا المؤتمرات الشعبية للجبهة والتي كانت في مضمونها دوما وابدا ترسخ تلك الثقافة من خلال الرسائل والتوصيات كما حدث في المؤتمر 12 للجبهة واخرها المنشور الصادر عن وزارة الداخلية وكذا الورقة التي تتحدث في مجملها عن مخاطر تراجع معدلات النمو والتي اخذة حصة الاسد من وقت الامانة والحكومة...ولكن للاسف لم تتحول بعد الى اهداف محققة
1معدل الخصوبة :هو متوسط معدل الولادات للمرءة الواحدة اثنا فترة الانجاب
2معدل المواليد:هو نسبة المواليد الاحياء في السنة الى عدد السكان في منتصف تلك السنة
نتقدم باشكر للاخ عمار بوبكر لمساهمته في اثراء مضمون هذا البحث(ورقة حول:اسباب ومخاطر تراجع معدلات النمو ,ومنشور حول اهمية التكاثر,الصادرتين عن وزارة الداخلية سنة 2010)
وكذلك المواطنتين الزينعة عمار والسالكة اسماعيل