اخبار منوعة

اخبار الارض المحتلة

اخبار وطنية

رويترز: إسقاط مرسي يهز الإسلاميين في معقلهم بأسيوط بعد حرق مقر الحرية والعدالة وحصار المحافظ

محمد مرسى
تتيح محافظة أسيوط بصعيد مصر نافذة لما قد يجلبه المستقبل للإسلاميين في البلاد بعد فوزهم في سلسلة من الانتخابات منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى عزل الرئيس محمد مرسي، وبعد أن أصبحوا قوة يعتد بها في الحياة السياسية.

ومنذ عشرات السنين تعد هذه المحافظة الفقيرة على النيل، معقلا للإسلاميين المتشددين والمعتدلين الذين دعموا نفوذهم بتوفير خدمات أساسية في المناطق التي كان وجود الحكومة المركزية فيها ضعيفا.

وساهمت شبكة الخدمات الاجتماعية التي أسسها الإسلاميون، لاسيما الإخوان المسلمون على مر السنين في منحهم نفوذا سياسيا في أعقاب سقوط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

لكن حتى معقل نفوذ الإسلاميين لم يسلم من الريبة والشك اللذين تزايدا بين المصريين خلال العام الأخير إزاء ما يرون أن حكم الإخوان جلبه من انقسام وفشل.

فقد تعرض مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان الذي فاز بنحو نصف مقاعد المنطقة في الانتخابات البرلمانية للسلب والنهب والحرق الشهر الماضي.

كذلك لم يستطع المحافظ الذي عينه مرسي، أن يدخل مكتبه لأسابيع إذ فرض المحتجون حصارا منعه من الدخول.

وجاءت لطمة سقوط مرسي لتطلق مزيجا من مشاعر الغضب والتحدي والخوف بل والانكار بين الإسلاميين في منطقة الصعيد بمصر. لكن تاريخهم وحضورهم المكثف في المنطقة يفسر امكانية عودتهم إلى الحياة السياسية.

وقال أشرف حسين المتحدث باسم الإخوان المسلمين: إن الصراع لم ينته بالنسبة لمؤيدي مرسي، وإنهم مستمرون في الاحتجاجات إلى أن يعود الرئيس المعزول.

وتمثل أسيوط أيضا عالما مصغرا للتنوع الديني في مصر، وكثيرا ما يتهم البعض الإسلاميين وعلى رأسهم الاخوان المسلمون بتجاهل هذا التنوع بعد تولي السلطة.

ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية فمن المعتقد أن حوالي ربع سكان المحافظة البالغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة من المسيحيين الأقباط بالمقارنة مع نسبة 10% على مستوى البلاد.

وقال القس لوقا بكنيسة أسيوط إن الكنيسة المصرية وقفت على الحياد في احتجاجات 30 يونيو التي سبقت عزل مرسي، وإن مسيحيين شاركوا في هذه الاحتجاجات، لكن ليس بناء على وصايا من الكنيسة بذلك.

وأضاف أنه فوجيء بمدى إقبال المدينة المحافظة اجتماعيا ودينيا على المشاركة في الاحتجاجات على حكم مرسي في الأيام التي سبقت عزله.

وعبر حلفاء جماعة الإخوان عن دعمهم لمطلب عودة مرسي إلى سدة الحكم، وأعلنت الجماعة الاسلامية التي تأسست في أسيوط وشنت حملة عنيفة على قوات الأمن في التسعينات أن موقفها لن يتغير بالنظر إلى الأزمة الحالية، وأكدت نبذها العنف.

وقال عبد الآخر حماد مفتي الجماعة الإسلامية ورئيس لجنتها الشرعية، إن الجماعة تعلمت الدرس في التسعينات، لكن ذلك لا يعني أن الشبان من أعضاء الجماعات الأخرى سيلتزمون بضبط النفس.

وقال في مكتبه الملحق بالمسجد في أسيوط: إن الأزمة لا تحل إلا بعودة مرسي لمنصبه وعودة شرعية صندوق الانتخابات، وحتي يتحقق ذلك ستظل الطوائف السياسية على خلافاتها ومشاحناتها ولن يتحقق الاستقرار.