ثلال ساعات في العدل
بقلم _عمار الصالح
قد يستغرب البعض من هذا العنوان الغريب ولاكن ماجعلني افضله اعني هنا العدل انه يمثل عنوانا غائبا او بالاحرى مغيب وكان واجبا علينا استحضاره…
في يوم من ايام اللجوء في مخيمات العزة والكرامة احببت التوجه مثلي مثل اي صحراوي هنا في اللجوء التوجه الى الشهيد الحافظ (الرابوني) او مايعرف منطقيا مكان العقد والحل او بعبارة اكثر قربا للواقع مكان الخلل والعقد مع التاكيد على اخر الجملة
توجهنا الى وزارة العدل و الشئو الدينية دخلنا الوزارة السالفة الذكر على الساعة الثامنة والنصف بتوقيت المخيمات لنجد عدلنا بوزارة مفتوحة ومكاتب مغلقة لان اخواننا الاداريين لازالو (معمرين)
وفي خضم هذه الاجواء بدئ الحضور من المواطنين يتجاذبون اطراف الحوار ليبدا الحوار شخص يبدو عليه انه اتي من الخارج اسميته الشخص –ب- بدا القول كل ماعرفته ان انسان بلا وطن لا كرامة له ليضيف لقد دهبت الى كثير من البلدان و (ذراو عليا) لانني بلا وطن بل ذهب الشخص –ب- الى ابعد من ذالك ليقول ان من ليس له وطن مشكوك في اصله بل هناك من يتهمه بانه غير شرعي وحتى عقيدته مشكوك فيها مثله مثل من دخل الاسلام بغير قناعة… لينضم الى صفوف الحضور شيخ تعلوه شيبة وابتسامة الجندي الصحراوي المعروفة بدخنة على الاسنان نتيجة التدخين اسميته الشخص-م- قائلا كل ماعرفته هو ان… ويصمت قليلا وينظر الى السماء لحسرت في قلبه بدت على وجهه ليضيف اقول لكم حتى لو اعطوني جنسياتهم فلن انعم بالراحة الى في ارضي حتى لو كنت على ارض فلات لايسكنها سواي ولاكن على ارضي
بعدها يتحول الحوار من الوطن الى العدل بدا شخص اسميته الشخص –ف- يسرد علينا مناقب الخليفة العباسي المعروف بعدله حتى اطلق عليه خامس الخلفاء الراشدين انه عمر ابن عبد العزيز واظن ان الشخص –ف- لم يطرح الموضوع هكذا عن العدل في وزارة العدل الى لحاجة في نفس يعقوب لاكنه لن يقضها فهي الحاجة الى العدل لتمر ساعتان من تجاذب مواضيع العدل وفي هذه الاثناء يدخل الاداري تعلوه ابتسامة فهمنا منها انه يعتذر عن التاخير ويبدا القول تعطلت السيارة في الطريق وكعادتنا نحن المواطنين قبلنا العذر الذي مللنا منه…
بعد مرور ساعة بدا دوري في استخراج ما احتاج مع العلم ان الاداري قام بواجبه معي كمواطن الشي الذي انساني تاخره وساعات الانتظار التي قضينا في ظل الحائط بالوزارة لانني انا ايضا مواطن قبلت العذر…
ولاكن مازاد حيرتي هو انه يجب عليك دفع مائتا دينار مقابل كل وثيقة الشئ الذي لم اجد له اي تفسير وهل المواطن ينقصه ان يدفع مقابل حقه الطبيعي في اثبات هويته وحقه الطبيعي في الحصول على الوثائق الادارية ام ان هناك خوصصة غير معلنة للمؤسسات العامة وعندها تذكرت قول الشخص –ب- انه حتى تثبت هويتك عليك ان تدفع ايضا بل تاكد عندي الامر عندما ذهبنا الى وزارة الداخلية من اجل الحصول على شهادة الميلاد فكان علينا دفع خمسين دينارا بل قال لي مرافقي وهو عامل في النقل الخاص(ابساجة) ان حتى هم عليهم دفع ضريبة في كل اماكن التوقف في المخيمات اتضح جليا ان الامور تسيير من شخص او اشخاص اصبحوا يحاربون المواطن لا الاحتلال او انها قاعدة عامة اسقطت على خاصة ولا اجد اقرب لهذا مثلا الى ماقاله اهل التاريخ هو ان الناس في عهد الحجاج ابن يوسف كان الناس اذا اصبحوا تسالوا بينهم من قتل البارحة من جلد من سجن لان الحجاج معروف ببطشه
وعندما كانت خلافة الوليد بن هشام اصبح الناس يتسالون عن البنيان والمصانع والضياع لان الوليد كان لديه الكثير منها
ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة اصبح الناس يتسالون كم تحفظ من القران وكم وردك كل ليلة لان اعلى الهرم عادتا مايسقط على القاعدة
وبالتالي فنحن ايضا مؤسساتنا تسير على منهج راس هرمها ولم اجد احسن في الختام من ماقيل ان الاسكندر المقدوني سال حكما اهل بابل _ايهما ابلغ عندكما الشجاعة او العدل _ قالوا _اذا استعملنا العدل استغنينا به عن الشجاعة_