اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ..أين نحن؟
تحتفل شعوب العالم الحر ومختلف حركاته المدنية والاجتماعية والحقوقية المناهضة لجريمة التعذيب، وعلى رأسها الحركة الحقوقية العالمية، باليوم العالمي لمناهضة التعذيب الموافق لـ: 26 يونيو من كل سنة، طبقا للقرار 52/149 ، ويهدف هذ التخليد العالمي إلى القضاء على كل اشكال التعذيب وتحقيق فعالية أداء اتفاقية 1984 لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي بدأ نفاذها في 26يونيو 1987 .
و السؤال الذي يطرح نفسه ، في ظل الدعواة المتكررة للعالم بأسره إلى ضرورة القضاء على كل أشكال التعذيب تواصل القوات المغربية ممارس أبشع أنواع التعذب و التنكيل و السب و الأرهاب النفسي على معتقلينا السياسين على خلفية نشاطهم الحقوقي و تصديهم لقضايا الفساد و التمييز و البطالة و سرقة الثروات الصحراوية .
التعذيب الممنهج في سجون المغربية الذي اثبتتة تقارير من منظمات دولية آخرها هيومان رايتس ووتش التي طالبت مؤخراً الحكومة المغربية التحقيق في جرائم تعذيب موقوفين وقالت ان المحاكمات الجائرة و المبنية على الاعترافات التي دوّنتها الشرطة في المغرب خلال خمس محاكمات بين عامي 2009 و 2013 لما مجموعه 77 شخصا بما في ذلك محتجين يسعون للإصلاح، ونشطاء صحراويين، ومتهمين بالإرهاب. وخلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن القضاة في القضايا التي تم فحصها قد فشلوا في التحقيق بجدية في ادعاأت متهمين أن اعترافاتهم انتزعت بوسائل غير مشروعة ومن ثم استخدموا تلك الاعترافات بصفتها الدليل الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، للإدانة. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذا الإخفاق من قبل المحاكم يشجع فعليا الشرطة على استخدام التعذيب وسوء المعاملة والتزوير للحصول على اعترافات ، إضافتاً إلى وجـود شهادات حية تمت ممارسة التعذيب في حقها من قبل الألة المغربية ، كما كشف عادل المتلسي، منتج سينمائي فرنسي الجنسية ومن أصول مغربية، أنه تعرض للتعذيب خلال أربع سنوات ونصف قضاها في السجون المغربية .
بينما تتجه أنظار المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية إلى دهاليز السجون ومخافر الشرطة و ما يحدث فيها من تجاوزات من قبل القوات المغربية ، طورت هذه الأخيرة من أسلوبها الوحشي و نقلت يدها القذرة إلى شوارع المدن المحتلة حيث أصبحت تمارس مختلف أنواع التعذيب و سحل النساء و الأهانة في حق المواطنين الصحراويين و حدث ذلك أيضاً بتواجد مبعوثين أممين .